لَكُمُ انْفِرُوا فِي سَبِيلِ اللهِ اثّاقَلْتُمْ إِلَى الْأَرْضِ أَرَضِيتُمْ بِالْحَياةِ الدُّنْيا مِنَ الْآخِرَةِ)} وهذه معصية، مع تسميتهم مؤمنين. ويقول: إنه برّ بطاعته، فاسق بمعصيته، ومعاصيه لا تضاد إيمانه. لأن ارتكاب الخطيئة لا ينافى الاعتقاد للتصديق.
وكان يقول: إن اجتناب الكبائر كفارة للصغائر. ويقرأ (٣١:٤ {إِنْ تَجْتَنِبُوا كَبائِرَ ما تُنْهَوْنَ عَنْهُ نُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئاتِكُمْ، وَنُدْخِلْكُمْ مُدْخَلاً كَرِيماً)}.
وكان يقول: إن الكبائر ذنوب مخصوصة. وليس كل ذنب كبيرة.
وكان يقول: أىّ بنى آدم لم يذنب؟ والعدل منهم عنده: من لم يرتكب كبيرة، ولم يدم على صغيرة.
وكان رحمه الله لا ينزل أحدا من أهل القبلة جنة ولا نارا. ويقول: أمره مرجى إلى الله، ونرجو له. ويظهر الثناء عليه بعد موته بما يرجو من نجاته. ولا يقول فيه إلا خيرا. ويمسك عن ذكر من مات من المسلمين على غير فعل رضى.
ويروى الحديث المأثور «لا تنزلوا أحدا من المسلمين جنة ولا نارا، ولا تقولوا فى موتاكم إلا خيرا». وكان لا يطلق على أحد القول بالكفر من جهة التأويل.
ويقول: قال النبى صلّى الله عليه وسلم «من قال لصاحبه: يا كافر، فقد باء بها أحدهما» ويقول: الكفر ضد الإيمان، وهو الجهل الساتر لقلب الإنسان عن الإيمان بالله والعلم به. وكان يكفر من أفضى به معتقده إلى تكذيب الله سبحانه فى خبره، فذاك جهل، وهم القدرية القائلون بخلق القرآن، والمكذبون برؤية المؤمنين لله فى الآخرة، والقائلون بأن المعدوم شئ. وقد قال تعالى (٩:١٩ {وَقَدْ خَلَقْتُكَ مِنْ قَبْلُ، وَلَمْ تَكُ شَيْئاً)} والذاهبون إلى أن أفعال العباد خلق لهم دون ربهم
وكان يقول: القدرية مجوس هذه الأمة. والرافضة يهودها، اتباعا للأثر فى هذه التسمية. ويروى قول النبى صلّى الله عليه وسلم «القدرية مجوس هذه الأمة (١)»
(١) كتب الشيخ جمال الدين القاسمى فى هامش الأصل بخطه: الأحاديث والآثار فى هذا منكرة موضوعة كما بينه من صنف فى الموضوعات