وأثبت الاعتقادُ أن الإيمان قول وعمل، تقريراً لمذهب أهل السنة وردّاً على المرجئة، كما بيّن أن الإيمان ذو أجزاء وشعب خلافاً لأهل البدع من الوعيدية والمرجئة..
كما بيّنه شيخ الإسلام ابن تيمية قائلاً:
"وأصل نزاع هذه الفرقة في الإيمان من الخوارج والمرجئة، والمعتزلة والجهمية وغيرهم، وأنهم جعلوا الإيمان شيئاً واحداً، إذا زال بعضه، زال جميعه، وإذا ثبت بعضه ثبت جميعه، فلم يقولوا بذهاب بعضه، وبقاء بعضه، كما قال النبي - صلى الله عليه وسلم -: "يخرج من النار من كان في قلبه مثقال حبة من الإيمان (١) " (٢) "
وأما قوله - في الاعتقاد -: "ولا يكون للإيمان نهاية أبداً؛ لأنه لا نهاية للفضائل.."
فهذا قرره جمع من السلف الصالح، فعن سلمان الفارسي - رضي الله عنه - أنه قال: "لو تقطعت أعضاءً، ما بلغت الإيمان. (٣) "
"وقال الإمام الأوزاعي، والإمام مالك بن أنس:- ليس للإيمان منتهى، وهو في زيادة أبداً، وينكران على من يقول إنه مستكمل الإيمان (٤) ."
ومما قرره ابن بطة (٥) - في شأن الإيمان -: " وله أول وبداية، ثم ارتقاء، وزيادة بلا نهاية. (٦) "
والمقصود أن زيادة الإيمان لا نهاية لها، وفي هذا التقرير ردّ على المرجئة الزاعمين أنهم قد استكملوا الإيمان.
ثم أوجز الاعتقاد القادري الواجب تجاه الصحابة رضي الله عنهم، بأن نحبّهم ونترحم عليهم، ونشهد بأنهم خير الناس.. خلافاً لطريقة الروافض والنواصب.
ثم قرر الاعتقادُ تكفير تارك الصلاة، وأن من تركها من غير عذر حتى يخرج وقت الأخرى فهو كافر.
(١) .أخرجه البخاري، ك الإيمان، ح (٤٤) ، ومسلم ك الإيمان، ح (٣٢٥) .
(٢) . مجموع الفتاوى ٧/٥١٠.
(٣) . أخرجه الخلال في السنة ٥/٣٦.
(٤) . أخرجه عبد الله بن الإمام أحمد في السنة ١/٣٣٣، ٣٤٦.
(٥) . أبو عبد الله عبيد الله بن محمد العكبري، فقيه عابد، مستجاب الدعوة، كان أمّاراً بالمعروف نهّاءً عن المنكر، وله مصنفات، توفي بعكبر (القرب من بغداد) سنة ٣٨٧هـ.
انظر: طبقات الحنابلة ٢/١٤٤، والمنهج الأحمد ٢/٨١٠.
(٦) . الإبانة الصغرى صـ ١٧٨.