فلوقا يقول: حملوا الصليب على سمعان القرونياني وطوَّل القصّة.
ويوحنا يقول: ما حمل الصليب إلاّ يسوع نفسه.
ومرقس اختصر القصّة جداً وسمى ولد حامل الصليب.
ومتَّى يقول: سخَّروا رجلاً لحملٍ خشبته.
فهذه قصة لطيفة تناقضوا فيها هذا التناقض1، فما ظنك بالمطولات.
واعلم أن هذه الأمور تزعم النصارى أنها جرت بعد المسيح، لم تسمع من المسيح فكيف عَدوها من الإنجيل؟!
قال المؤلِّف - عفا الله عنه - قوله: "يا بنات / (1/113/ب) أورشليم
... إلى آخر".
هو كلام الشبه ألا ترى إلى قوله: "إذا كان هذا فعلهم بالعود الرّطب"، ولو كان على ما يزعم النصارى لقال: إذا كان هذا فعلهم بالابن الذي قدَّسه الله وأرسله إلى العالم، كما تقدم في قوله لليهود غير مرّة.
فقوله: (يا بنات أورشليم
... "، يكذب النصارى في دعوى قتل المسيح وصلبه، ولأنهم يقولون في شريعة إيمانهم: "إن المسيح إله حقّ من إله حقّ وإن بيده أتقنت العوالم وخلق كلّ شيء". وإذا كان الأمر كما قالوا فليس هو قائل: "يا بنات أورشليم"، بل غيره؛ ولأن المسيح جاء في زعم النصارى لخلاص العالم، وأقلّ درجات مخلص العالم أن يخلِّص نفسه، فكيف يحسن القول بعطبه وقتله وصلبه؟!.