ونحن به تعالى"1. فمن زعم أن الذي ذكرناه كُفْرٌ فقد كَفر بتوراة موسى وإنجيل عيسى ونبوات الأنبياء.
المسألة الثّانية من العشر المفحمات:
إنا نسألهم عن هذا الإله الواحد الأزلي جلّ وعلا، أهو جسم ذو لحم ودم وأعضاء وشعر وظفر أم يتنَزَّه ويتقدّس عن ذلك؟
فإن قالوا: إن الباري يتقدس عن ذلك إذ هو خالق الأجسام، أخرجوا المسيح من الربوبية إذ الإنجيل يشهد من فاتحته إلى خاتمته بأنه ذو جسد ولحم وشعر وظفر، لا يفارق المخلوقين في شيء ولا يباينهم في هيئة.
وإن وصفوا الباري بهذه النقائص أكذبتهم التوراة والإنجيل والنبوات، قال الله تعالى في التوراة: "لا تشبهوني بشيء مما في السماوات فوق ولا في الأرض أسفل ولا في البحار تحت ولا بشيء / (1/136/أ) مما يدبّ من الحشرات والهوام"2. وغير ذلك وهو معنى قوله تعالى: {لَيْسَ كَمِثلِه شَيءٌ ... } 3.
وقال موسى في التوراة: "لا إله مثل إلهنا"4.
وقال أيضاً فيها: "لا إله مثل إله بني إسرائيل"5. والمسيح مما في الأرض وله أمثال وأشباه وأشكال.
وقال المسيح في الإنجيل: "إن الله لا يأكل ولا يشرب ولا رآه أحد قط"6. وذلك يقضي بنفي الجسمية عنه. 1 رسالته إلى كورنثوس 8/5، 6.
2 سفر الخروج 20/4.
3 {لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ} . سورة الشورى، الآية: 11 .
4 الخروج 15/11، بنحوه.
5 التثنية 10/17.
6 تقدم تخريجه. (ر: ص 129) .