16- فضيحة أخرى: زعم اليهود أن الباري لما خلق الخلق في ستة أيام استراح في اليوم السابع1. واعتقدوا بغلط2 أفهامهم أن الباري يعتوره التعب والنصب، وربما نُقل عن بعض اليهود أن الباري في اليوم السابع استلقى على ظهره واضعاً إحدى رجليه على الأخرى. وهذه الزيادة لم أقف عليها في نسخ التوراة غير أنها قد نقلت عن بعضهم3. ولست أبعد من عقولهم اعتقادها والبوح بها.
17- فضيحة أخرى: زعم اليهود: "أن الله تعالى قال لآدم وحواء: إنكما في اليوم الذي تأكلان فيه من الشجرة التي نيتكما عنها تموتان 4 موتاً"5. وذلك من الكذب الفاحش على الله فإن التوراة تشهد إنهما / (2/52/ب) عاشا بعد الأكل دهراً حتى رزقا الأولاد ورأيا فيهم البر والفاجر6.
واليهود تزعم أن الجنة لا أكل فيها ولا شراب7. وهذا الموضع يكذبهم. وقد قررت ذلك في مسألة مفردة أثبت فيها اشتمال الجنة على أصناف من الملاذ من الأكل والشراب والنكاح8. 1 ورد ذلك في سفر التكوين 2/1-3. وقد ردّ الله عزوجل على زعمهم الكاذب بقوله تعالى: {وَلَقَدْ خَلَقْنَا السَّمَاوَاتِ وَالأرْضَ وَمَا بَيْنَهُمَا فِي سِتَّةِ أَيَّامٍ وَمَا مَسَّنَا مِنْ لُغُوبٍ} . سورة ق، الآية: 38 . قال قتادة: "قالت اليهود - عليهم لعائن الله - خلق الله السموات والأرض في ستة أيام ثم استراح في اليوم السابع وهو يوم السبت وهم يسمونه يوم الراحة. فأنْزل الله تعالى تكذيبهم فيما قالوه وتأولوه". (ر: تفسير ابن كثير 4/245) .
2 في م: بلغط.
3 نقل الشهرستاني ذلك عنهم. فقال: "اجتمعت اليهود عن آخرهم على أن الله تعالى لما فرغ من خلق السماوات والأرض استوى على عرشه مستلقياً على فقاه، واضعاً إحدى رجليه على الأخرى". (ر: الملل النحل 1/219) .
4 في ص، م (تموتا) والصواب ما أثبتّه.
5 تكوين 2/17.
6 تكوين 4/1، 2، 25.
7 في م: ولا شرب.
8 ر: ص: 112، 113.