- البشرى الثّانية:
قالت التوراة في الفصل التّاسع من السفر الأوّل: "إن الملك ظهر لهاجر وقد فارقت ساره. فقال يا هاجر مِن أين أقبلت؟ وإلى أين تريدين؟ فلما شرحت له الحال قال: ارجعي فإني سأكثر ذريّتك وزرعك حتى لا يحصون وها أنت تحبلين وتلدين ابناً تسمينه إسماعيل، لأن الله قد سمع تذللك1 وخضوعك. / (2/100/ب) وولدك يكون وحشي الناس2. وتكون يده فوق الجميع ويد الكل به. ويكون مسكنه على تخوم جميع إخوته"3.
فهذه بشارة شافه الله تعالى بها هاجر على لسان ملكه وأخبرها أنه جاعل يد ابنها العليا ويد من سواه السفلى. ولم تتم هذه البشرى إلاّ بمبعث محمّد صلى الله عليه وسلم. 1 في م: نداءك.
2 وردت العبارة في الدين والدولة ص 131، كالآتي: "وهو يكون عَيْر الناس". ويبيّن لنا المهتدي عبد الأحد داود أن العبارة محرفة وتصحيحها كالآتي: "وسوف يصبح إسماعيل ذا ذرية كثيرة". ويقول: لقد قام المسيحيون بترجمة نفس هذه الكلمة التي تعني: (وفير أو كثير) من الفعل: (PARA) الذي يرادفه بالعبرية لفظ: (وفير) ترجموها إلى معنى مغاير لحقيقة اللفظ ألا وهو: (الحمار الوحشي؟!) أليس من العار والكفر أن ينعت إسماعيل بالحمار المتوحش وهو النبي الذي كرمه الله فنعته (بصاحب الذرية الخصية الكثيرة العدد؟!! ".
3 تكوين 16/7-12. (ر: هذه البشارة في الدين والدولة ص 131، وأعلام النبوة ص 197، للماوردي، تحفة الأريب في الرّدّ على أهل الصليب ص 258، للمهتدي عبد الله الترجمان، الجواب الصحيح 3/305، وهداية الحيارى ص 114، الأجوبة الفاخرة ص 164، مقامع هامات ص 217، ص 266، محمّد صلى الله عليه وسلم في الكتاب المقدس ص60، 61، للمهتدي البروفسور عبد الأحد داود، محمّد رسول الله صلى الله عليه وسلم 64) .