نبي الله أشعيا قد صرح باسم نبيّنا ولم يجمجم وأعرب عنه ولم يجمجم. فلا حاجة بنا مع بيان أشعيا عليه السلام إلى مترجم. وقوله: "إنّ الرّبّ أهاب بِي من بعيد". يريد أنه لم يكن من بني إسرائيل ولا من بلدهم بل من غيرهم. فليرونا آخر اسمه محمّد جاء بشريعة جديدة داعية إلى الله إله إبراهيم وإسحاق ويعقوب حتى تنصرف هذه البشارات إليه.
- البشرى الحادية والعشرون:
قال أشعيا النبي والمراد هاجر أم العرب: "سبحي أيتها النزور1 الرقوب2 واغتبطي بالحمد لقد زاد ولد الفارغة المَجفُوَّة على ولد المَشْغُولة المَحْظِيّة. وقال لها الرّبّ: أوسعي مواضع خيامك ومُدِّي مضاربك وطَوِّلي أطنابك واستوثقي من أوتادك. فإنك ستنبسطين وتنتشرين في الأرض يميناً وشمالاً. ويرث ذريتك الأمم. ويسكنون القرى المعطلة البنيان"3.
فهل بقي بعد هذا البيان بيان؟! وهل تليق هذه النبوة بغير هاجر ونسلها أو الكعبة شرفها الله تعالى. / (2/108/ب) .
- البشرى الثّانية والعشرون:
قال أشعيا نبؤة على محمّد رسول الله صلى الله عليه وسلم: "عبدي الذي يرضي نفسي. أعطيه كلامي. فيظهر في الأمم عدلي. ويوصيهم بالوصايا. لا يضحك ولا يصخب. يفتح العيون العور. ويسمع الآذان الصم. ويحيى القلوب الميتة. 1 النّزُور: المرأة القليلة الولد. كالنَّزِرة. أو القليلة اللبن. وكلّ شيء يقل. (ر: القاموس ص 619) .
2 الرَّقُوب: الناقلة التي لا يبقى لها ولد أو مات ولدها. (ر: القاموس ص 116) .
3 أشعيا 54/1-3، بألفاظ متقاربة. ر: البشارة في الدين والدولة ص 158، الأجوبة الفاخرة ص 174، وإظهار الحقّ ص 527، 528، مقامع هامات ص 175، الإعلام ص 278، هداية الحيارى ص 150، محمّد رسول الله ص 67.