القديمة. وانخفضت الروابي. وتزعزعت ستور أهل مدين. ولقد حاز المساعي القديمة - ثم قال: زجرك في الأنهار واحتدام أصواتك في البحار. وركبت الخيول. وعلوت مراكب الإنقاذ. وستترع في قسيك إغراقاً وترعاً. وترتوي السهام بأمرك يا محمّد ارتواء. ولقد رأتك الجبال فارتاعت. وانحرف عنك شؤبوب1 السيل. ونعرت2 المهاري نعيراً ورعباً. ورفعت أيديها وجَلا وخوفاً. وسارت العساكر في بريق سهامك ولمعان نيازكك3. تدوخ الأرض غضباً وتدوس الأمم زجراً. لأنك ظهرت بخلاص أمتك وإنقاذ تراث آبائك"4.
اعلم أنه من رام صرف نبوة حبقوق هذه عن محمّد صلى الله عليه وسلم فقد رام ستر النهار وحبس الأنهار. وأنّى يقدر/ (2/119/أ) على ذلك وقد سماه باسمه مرّتين وأخبره بقوة أمته وسير المنايا أمامهم واتباع جوارح الطير آثارهم. وهذه النبوة لا تليق إلاّ بمحمّد ولا تصلح إلاّ له ولا تنَزَّل إلاّ عليه فمن حاول صرفها عنه فقد حاول ممتنعاً.
-البشرى 5 الرّابعة والخمسون:
قال صفنيا النبي عليه السلام وتنبأ على كلمة التوحيد هي شهادة أن لا إله إلاّ الله: "أيّها الإنس تَرجوا اليوم الذي أقوم فيه للشهادة. فقد حان أن أُظهر 1 الشُّؤبوب: الدفعة من المطر. وحدّ كلّ شيء. وشدّة دفعه. وجمعه: شآبيب. (ر: القاموس ص 127) .
2 النعير: الصراخ والصياح في حرب أو شر. (ر: القاموس ص 624) .
3 في م: بناؤكك.
4 ورد النّصّ في سفر حبقوق 3/3-15، كالآتي: "الله جاء من تيمان. والقدوس من جبل فاران. سلاه - جلاله غطى السماوات والأرض امتلأت من تسبيحه، وكان لمعان كالنور ... ". ولم يذكر بالنسخة الحالية اسم محمّد صلى الله عليه وسلم كما ذكر المؤلِّف. وقد وردت البشارة في: الدين والدولة ص 169، 170، أعلام النبوة ص 204، مقامع هامات ص 227، الإعلام ص 274، الجواب الصّحيح 3/330، هداية الحيارى ص 162، 163، محمّد صلى الله عليه وسلم ص 71، إبراهيم خليل، الأجوبة الفاخرة ص 178.
5 ليست في ص، وأثبتّها من م.