وقال جابر في حديث وفاء دين أبيه بعد موته: "بذلت لغرماء أبي من اليهود كلّ ماله فلم يرضوا به وكان مال أبي تمراً ولم يكن في ثمره سنتين ما يفي بدينهم، فجاء رسول الله صلى الله عليه وسلم بعد جداد المثر وهي في البياد فمشى بينها ودعا الله، قال جابر: فوفيت منه غرمائي وفضل لنا مثل ما نجد في كلّ سنة. فتعجب اليهود من ذلك"1.
وقال أبو هريرة: "أصاب الناس مخمصة فقال لي رسول الله صلى الله عليه وسلم: "هل من شيء؟ فقلت: نعم. شيء من تمر في مزود. قال: فأتني به فأدخل / (2/147/ب) يده فأخرج قبضة فبسطها ثم دعا بالبركة، ثم قال: ادع عشرة. فدعوتهم فأكلوا حتى شبعوا، ثم قال: ادع عشرة. فأكلوا حتى أكل الجيش كله وشبعوا. فقال عليه السلام: خذ ما جئت به. فأكلت منه حياة رسول الله، وأبي بكر، وعمر، وجهزت منه كذا وكذا وسقاً في سبيل الله، قال أبو هريرة: وكان عدة ذلك التمر بضعة عشرة تمرة"2.
وحديث أبي هريرة أيضاً حين أصابه الجوع: "فاستتبعه النبي صلى الله عليه وسلم فوجد قدحاً من لبن قد أهدي إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فأمره عليه السلام أن يدعو أهل الصفة، قال: فقلت في نفسي: ما هذا القدح فيهم كنت محتاجاً أن أصيب منه شربة أتقوّى بها. فدعوتهم، فقال: اسقهم. فشربوا حتى رووا من عند آخرهم. ثم قال 1 أخرجه البخاري في كتاب الاستقراض باب 9. (ر: فتح الباري 5/60، وأبو نعيم ص 435، 436، والبيهقي 6/149، 150، كلاهما في الدلائل.
2 أخرجه أحمد 2/352، والترمذي 5/346، والبيهقي في الدلائل 6/109، كلهم من طريق حماد بن زيد عن المهاجر عن أبي العالية عن أبي هريرة رضي الله عنه قال الترمذي: "حسن غريب من هذا الوجه. وقد روي الحديث من غير هذا الوجه".
قلت: الوجه الآخر أخرجه أبو نعيم ص 434، والبيهقي عن أبي هريرة رضي الله عنه 6/10، كلاهما في الدلائل من طريق يزيد بن أبي منصور عن أبيه رضي الله عنه.
وله وجه آخر أخرجه أبو نعيم ص 434، والبيهقي 6/10، 100، عن أبي الفتح هلال بن محمّد بن جعفر الحفار عن الحسن بن يحيى بن عباس القطان عن حفص بن عمرو عن سهيل بن زياد أبو زياد عن أيوب السختياني عن محمّد بن سيرين عنه.