20- معجزة: روى ابن وهب: أن حمام الحرم أظلت رسول الله صلى الله عليه وسلم عام الفتح عند دخوله مكّة فدعا لها بالبركة1.
21- معجزة: عن عبد الله بن قرط 2 قال: قُرِّب إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم بدنات خمس أو ستّ في يوم عيد لينحرهن فازدلفن إليه بأيّهن يبدأ صلى الله عليه وسلم3.
الباب العاشر: في البشائر الإلهيّة بالعزّة المحمّديّة
22- معجزة: قالت أم سلمة 4: "بينا رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحراء إذ نادته ظبية: يا رسول الله! قال: ما حاجتك؟ قالت: صادني هذا الأعرابي ولي خشفان5 في ذلك الجبل أرضعهما وأرجع. قال: أو تفعلين؟ قالت: نعم. فأطلقها فذهبت ورجعت فانتبه الأعرابي وأسلم وخلَّى عن الظبية فخرجت تعدو في الصحراء وهي تقول: أشهد أن لا إله إلاّ الله، وأنك رسول الله"6. 1 لم يخرجه السيوطي في مناهل الصفا ص 131.
وقال الخفاجي في نسيم الرياض 3/82، 83،: "وهذا الحديث لم يخرجوه". وقال القاري في شرحه للشفا: "قال الدلجي: "وأما قصة العضباء فلم أدر من رواها ولا حديث حمام مكة".
2 في ص، م: (روى ابن وهب) . وهو خطأ من الناسخ حيث كرر ما قبله، والتصويب من الشفا 1/602.
وهو: عبد الله بن قرط الأزدي الثمالي، قال البخاري وأبو حاتم وابن حبان: "له صحبة، شهد اليرموك واستعمله أبو عبيدة على حمص في عهد عمر، وكان على حمص في خلافة معاوية واستشهد بأرض الروم سنة 56هـ". (ر: الاستيعاب 3/978، الإصابة 4/118، 119) .
(3) أخرجه أبو داود 2/148، وابن حبان. (ر: الموارد ص 258) ، والحاكم 4/221، كلهم من طريق ثور عن راشد بن سعد عن عبد الله بن عامر بن لحي عن عبد الله ابن قرط (.
قال الحاكم: ((صحيح الإسناد ولم يخرجاه)) . ووافقه الذهبي.
قلت: وهو كما قال الحاكم.
4 في ص، م: (أم سليم) ، وصححت من الشفا 1/602، وهي هند بنت أبي أمية المخزومية أم المؤمنين رضي الله عنها.
5 الخِشْفُ: مثلثة: ولد الظبي أوّل ما يولد، أو أوّل مشيه. (ر: القاموس ص 1039) .
6 ذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/298، وقال: "رواه الطبراني، وفيه أغلب بن تميم، وهو ضعيف". اهـ.
وأورده السيوطي في الخصائص 2/101، وعزاه أيضاً لأبي نعيم، ثم قال: في "إسناده أغلب بن تميم وهو ضعيف. ولكن للحديث طرق كثيرة تشهد بأن للقصة أصلاً". اهـ.
قلت: الطرق التي أشار إليها السيوطي - يقصد بها الشواهد على طريقة المتقدمين مثل البيهقي وغيره - ومن هذه الشواهد:
أ- حديث أنس بن مالك رضي الله عنه، أخرجه أبو نعيم في الدلائل ص 376، من طريق صالح المري - وهو ضعيف - عن ثابت به.
وذكره الهيثمي في مجمع الزوائد 8/297، وعزاه إلى الطبراني في الأوسط". اهـ.
ب- حديث زيد بن أرقم رضي الله عنه، أخرجه أبو نعيم ص 375، والبيهقي 6/34، في الدلائل.
جـ حديث أبي سعيد الخدري رضي الله عنه، أخرجه البيهقي في الدلائل 6/35.
فبمجموع هذه الشواهد يرتقي الحديث إلى درجة الحسن لغيره ويدل على أن للحديث أصلاً وقصة. قال الحافظ السخاوي في المقاصد الحسنة ص 156: "حديث تسليم الغزالي، اشتهر على الألسنة وفي المدائح النبوية، وليس له-كما قاله ابن كثير- أصل. ومن نسبه إلى النبي فقد كذب. ولكن قد ورد الكلام - يعني: ورد تكليم الغزالة لرسول الله صلى الله عليه وسلم وهو حديثنا هذا لا تسليمها - في الجملة في عدة أحاديث يتقوى بعضها ببعض، أوردها شيخنا. (أي: الحافظ ابن حجر) ، في المجلس الحادي والستين من تخريج أحاديث المختصر (أي: مختصر ابن الحاجب في الأصول". اهـ.