" الله تعالى" «1» فنفى في هذه الآية جميع المجامعات. قال ضمرة بن حبيب «2»:
" الجن في الجنة لهم قاصرات الطرف «3» " يعني النساء من الجن، فنفى في هذه الآية الافتضاض في البشريات والجنيات".
قلت: هكذا وجدت كلامه، وهو مخبط لا يظهر منه وجه الإشكال لكنا نقول: أما قول مجاهد وضمرة بن حبيب فلسنا منه في شيء ولا يرد علينا لو عارض غيره، وأما معنى الآية فهو: أن لمن خاف مقام ربه في الجنة نساء أبكارا لم يفضضهن قبلهم أحد، إنسي ولا جني ثم تلك النساء يجوز أن يكن نساءهم في الدنيا، يعدن أبكارا كما قال تعالى: ... كَما بَدَأْنا أَوَّلَ خَلْقٍ نُعِيدُهُ ... (104) «4»
ويجوز أن يكن منشآت من الجنة. (1) انظر تفسير القرطبي 10/ 289، وتفسير الطبري 27/ 151، ونص كلامه فيهما:" إذا جامع الرجل ولم يسم، انطوى الجان على احليله فجامع معه".
(2) ضمرة بن حبيب بن صهيب الزبيدي أبو عتبة الحمصي، كان مؤذن المسجد الجامع بدمشق، وثقه علماء الجرح والتعديل. توفي سنة ثلاثين ومائة من الهجرة انظر تهذيب التهذيب 4/ 459.
(3) انظر تفسير الطبري 27/ 151، وتفسير القرطبي 17/ 181.
(4) سورة الأنبياء، آية 104. وهذه الآية دليل على البعث، وأوضح في الاستدلال على ما نحن فيه قوله تعالى في سورة الواقعة (35 - 37): إِنَّا أَنْشَأْناهُنَّ إِنْشاءً (35) فَجَعَلْناهُنَّ أَبْكاراً (36) عُرُباً أَتْراباً فقد روي في الآثار أن المراد: نساء بني آدم يخلقهن الله ويعيدهن شبابا كلما أتاهن أزواجهن وجدوهن أبكارا. انظر تفسير الطبري 27/ 185 - 186، وتفسير القرطبي 17/ 210 - 211، وتفسير ابن كثير 4/ 291 - 292.