ويقول رحمه الله: "وبهذا نزول الشبهة في هذا الباب، فإن كثيرًا من الناس، بل أكثرهم في كثير من الأمصار، لا يكونون محافظين على الصلوات الخمس، ولا هم تاركيها بالجملة، بل يصلون أحيانًا، ويدعون أحيانًا، فهؤلاء فيهم إيمان ونفاق، وتجري عليهم أحكام الإسلام الظاهرة كالمواريث ونحوها من الأحكام، فإن هذه الأحكام إذا جرت على المنافق المحض -كابن أبيّ وأمثاله من المنافقين- فلأن تجري على هؤلاء أولى وأحرى" (1).
وقد ساق المصنف رحمه الله تعالى عددًا لا بأس به من الأدلة التي تبين كفر تارك الصلاة، ومن هذه الأدلة:
1 - قوله تعالى: {يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ (42) خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ (43)} القلم: 42 - 43.
ويقول رحمه الله مُصدرًا لهذه الآية: "ولهذا إنما يصف سبحانه بالامتناع من السجود الكفار كقوله. . " وذكر الآية (2).
2 - قوله - صلى الله عليه وسلم - في الحديث الصحيح: "أنه إذا تجلى تعالى لعباده يوم القيامة، سجد له المؤمنون، وبقي ظهر من كان يسجد في الدنيا رياء وسمعة، مثل الطبق لا يستطيع السجود".
ويعقب المصنف على هذا الحديث بقوله: "فإذا كان هذا حال من كان سجد في الدنيا رياء وسمعة، فكيف حال من لم يسجد قط! ! " (3).
3 - قوله - صلى الله عليه وسلم -: "إن النار تأكل من ابن آدم كل شيء إلا موضع السجود، فإن الله حرم على النار أن تأكله".
ويستنبط المصنف رحمه الله من هذا "أن من لم يكن يجد لله تأكله النار كله! " (4).
4 - ما ثبت عنه - صلى الله عليه وسلم -: "أنه يعرف أمته يوم القيامة غرًّا محجلين من آثار الوضوء".