ولا غير ذلك. وزاد ابن عربي: إن الولي لا يعزب عن قدرته شيء من الممكنات، والذي لا يعزب عن قدرته شيء من الممكنات هو الله وحده.
فهذا تصريح منهم بأن الولي مثل الله، إن لم يكن هو الله.
وصرح بعضهم بأنه يعلم كل ما يعلمه الله، ويقدر على كل ما يقدر الله عليه.
وادعوا أن هذا كان للنبي، ثم انتقل إلى الحسن بن علي، ثم من الحسن إلى ذريته واحداً بعد واحد، حتى انتهى ذلك إلى أبي الحسن الشاذلي، ثم إلى ابنه.
خاطبني بذلك من هو من أكابر أصحابهم.
وحدثني الثقة من أعيانهم، أنهم يقولون: إن محمداً هو الله.
وحدثني بعض الشيوخ، الذين لهم سلوك وخبرة: أنه كان هو وابن هود في مكة، فدخلا الكعبة، فقال له ابن هود وأشار إلى وسط الكعبة: هذا مهبط النور الأول، وقال له: لو قال لك صاحب هذا البيت: أريد أن أجعلك إلهاً ماذا كنت تقول له؟ قال: فَقَفّ شَعرِي أي: قمت فَزَعًا. انظر: القاموس، مادة: قفف من هذا الكلام وانخنست أي: انقبضت. انظر: القاموس، مادة: خنس أو كما قال.
ومن الناس من يحكي عن سهل بن عبد الله: أنه لما دخل الزنج البَصْرة، قيل له في ذلك، فقال: هاه إن ببلدكم هذا من لو سألوا الله أن يزيل الجبال عن أماكنها لأزالها، ولو سألوه ألا يقيم القيامة لما أقامها، لكنهم يعلمون مواضع رضاه، فلا يسألونه إلا ما يحب.
وهذه الحكاية، إما كذب على سهل وهو الذي نختار أن يكون حقاً أو تكون غلطاً منه، فلا حول ولا قوة إلا بالله. وذلك أن ما أخبر الله