والثالث: قوله تعالى: {مَا عِنْدَكُمْ يَنْفَدُ وَمَا عِنْدَ اللَّهِ بَاقٍ} (١) فأخبر أن ما في الدنيا من الخير ينفد وما عند الله باق لا ينفد، فلو كان لما عند الله من النعيم آخر لكان ينفد نعيم الدنيا، ولم يكن باقيا لا ينفد.
والرابع: مثل قوله تعالى في آيتين: {إِنَّ الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} (٢) .
{إِلَّا الَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَهُمْ أَجْرٌ غَيْرُ مَمْنُونٍ} (٣) .
كما قال: {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ} (٤) .
قال عامة المفسرين: غير مقطوع، ولا منقوص (٥) .
وذكروا عن ابن عباس أنه قال: غير مقطوع (٦) .
وعن مقاتل: غير منقوص - أيضا - (٧) .
قال عامة المفسرين: غير مقطوع ولا منقوص "١٠/ب"، كما قال: {وَإِنَّ لَكَ لَأَجْراً غَيْرَ مَمْنُونٍ} (٨) .
قالوا - ومنه المنون، لأنه يقطع (٩) عمر الإنسان.
(١) سورة النحل، الآية:٩٦.
(٢) سورة فصلت، الآية:٨.
(٣) سورة الانشقاق، الآية:٢٥.
(٤) سورة القلم، الآية: ٣.
(٥) "زاد المسير في علم التفسير" لابن الجوزي ٧/٢٤٢، "ومعالم التنزيل" للبغوي ٤/٤٦٦.
(٦) أخرجه الطبري في "تفسر" جماع البيان- ٢٤/٩٣.
(٧) ذكره الماوردي في تفسيره "النكت والعيون" "وعزاه لابن عباس ٤/٤٨٠.
(٨) سورة القلم، الآية:٣.
(٩) مقابلة بهامش الأصل "قطع" "صع" مع الإشارة إلى كونه جاء هكذا في نسخة أخرى.