رجا ونسخته الَّتِي بِخَطِّهِ لَا يَصح مَا فِيهَا إِذْ لَا حط لَهُ وَلَا هجا وَكَانَ لَهُ إِلَى صُحْبَة الْأَهْوَازِي لما بَينهمَا من المنَاسبة فِي الْجَهْل التجا
وَأما قَوْله وَادّعى أَنه من أهل السّنة
فَلَيْسَ ذَلِك دَعْوَى دجعوى بل حَقِيقَة يشْهد بِصِحَّتِهَا كل ذِي علم وتقوى
وَقَوله فَمَال إِلَيْهِ طَائِفَة جهال
فَذَلِك أَيْضا مِنْهُ كَمَا سبق محَال مَا مَال إِلَى قَوْله إِلَّا الْعلمَاء وَلَا اتبعهُ إِلَّا الْفُقَهَاء فَإِن أَصْحَابه نُجُوم الْأَمْصَار وَأَتْبَاعه أَئِمَّة الْأَعْصَار وَقد تقدم ذكر جمَاعَة من مشاهير أَتْبَاعه وَتَسْمِيَة أَئِمَّة من أَصْحَابه وأشياعه مِمَّن لَا يسابق فِي فضل وَلَا يجارى وَلَا يشك فِي علمه وَلَا يتمارى
وَقَوله فشاع أمره وذاع فِي الْآفَاق ذكره
ينْقض قَوْله فِيمَا بعد أَنه لم يزل مخمولا غير مَقْبُول فِي بِلَاد الْإِسْلَام وتناقض لقَوْل غير مستبدع من مثله من الْجُهَّال الطغام
وَقَوله إِنَّه كَانَ ينصر الْبِدْعَة وَيدخل على النَّاس قَول الْمُعْتَزلَة والزنَادقة
فَمن جنس مَا تقدم ذكرنَا لَهُ من أَقْوَاله السخيفة وتقولاته غير الصادقة فَإِن من وقف على مَا ذكره أَبُو الْحسن فِي تواليفه وَكتبه وَعرف شدَّة بغض الْمُعْتَزلَة والزنَادقة لَهُ ولصحبه تَيَقّن كذب الْأَهْوَازِي فِيمَا قَالَه وَتبين لَهُ تَحَامُله وَتحقّق إِبْطَاله وَمَا زعم أَنه حَكَاهُ عَن أهل الْبَصْرَة فَالَّذِي صدق فِي حكايته فَعَن معتزلة أَو سالمية أَمْثَاله وَمَا لم يكذب هُوَ فِيهِ فَإِنَّمَا رَوَاهُ عَن مجهولين أَو كَذَّابين أشكاله وَمن الْعَجَائِب أَنه اعْتقد الْإِتْيَان بذمه قربَة وَزعم أَنه ذكر مَا ذكر من شَتمه حسبَة وَرغب إِلَى الله عزوجل أَن يَجعله لوجهه خَالِصا وَإِلَى مرضاته واصلا فَتَبَيَّنُوا مَا قَالَ تَجدوا عقله نَاقصا وَقَوله بَاطِلا مَتى تعبدنَا اللَّه بالسب والشتم وَأَيْنَ أمرنَا بالتفرغ