عَلَيْهِ السَّلَام بركَة وَالْيَهُود يعلمُونَ أَن بركَة إِسْحَاق تعنى ملكا ونبوة وَإِسْمَاعِيل مثله وَأَن النُّبُوَّة فِي إِسْحَاق لم تكن لنسله فَقَط لِأَن مُوسَى عَلَيْهِ السَّلَام الَّذِي اصطفاه الله على النَّاس عُمُوما بِرِسَالَاتِهِ وبكلامه كَانَت دَعوته لنسل إِسْحَاق وللمصريين وَغَيرهم
٢ - لما حضر يَعْقُوب الْمَوْت قَالَ لِبَنِيهِ عَن النَّبِي المنتظر وَله يكون خضوع شعوب
٣ - لما وصف مُوسَى النَّبِي المنتظر بأوصاف تِسْعَة فِي الإصحاح الثَّامِن عشر من سفر التَّثْنِيَة قَالَ عَنهُ فِي تَرْجَمَة الْيَهُود وَيكون أَن الْإِنْسَان الَّذِي لَا يسمع لكلامي الَّذِي يتَكَلَّم بِهِ بإسمي أَنا أطالبه وَمن هَذِه التَّرْجَمَة يفهم أَن الْإِنْسَان يكون من جنس الْيَهُود فَقَط لِأَن أول النبوءة أقيم لَهُم نَبيا وَمن تَرْجَمَة بطرس فِي الإصحاح الثَّالِث من سفر الْأَعْمَال وَيكون أَن كل نفس الخ يفهم أَن كل نفس من الْيَهُود أَو من غير الْيَهُود وَهَذَا هُوَ قصد بطرس
٤ - لما قسم مُوسَى فِي الإصحاح الثَّالِث وَالثَّلَاثِينَ من سفر التَّثْنِيَة بركَة الله فِي نسل إِبْرَاهِيم عَلَيْهِ السَّلَام وتحدث عَن بركَة من فاران مَوضِع سُكْنى أَبنَاء إِسْمَاعِيل عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ عقب الحَدِيث عَنْهَا أَنه أحب الشّعب فِي التَّرْجَمَة العبرانية وَفِي التَّرْجَمَة السامرية قَالَ محب الشعوب أَي أَن دَعْوَة النَّبِي الَّذِي سَيكون من أَبنَاء إِسْمَاعِيل سكان فاران سَتَكُون عالمية لجَمِيع الشعوب هَذَا من الْأَسْفَار الْخَمْسَة ونبوءاتها هِيَ الْعُمْدَة فِي الإستدلال
لنذكر الْآن من الْأَدِلَّة الَّتِي اعْتمد عَلَيْهَا بطرس وبولس فِي عالمية الدعْوَة ملاحظتين أَنَّهُمَا نَادِيًا
١ - بعالمية الْملَّة النَّصْرَانِيَّة
٢ - وبتشريعات مُخَالفَة لتشريعات التَّوْرَاة وعقائد مُخَالفَة أَيْضا وهما بِهَذَيْنِ الْأَمريْنِ مخالفان للمسيح ابْن مَرْيَم عَلَيْهِ السَّلَام الَّذِي قَالَ بالعالمية على وفْق التَّوْرَاة وَفسّر نبوءات التَّوْرَاة للأتباع قبل أَن يَأْمُرهُم بالإنطلاق إِلَى الْأُمَم
اعْتمد بطرس وبولس فِي النداء بعالمية الدعْوَة على أَن الله رب الْعَالمين وَلَيْسَ رَبًّا للْيَهُود وحدهم كَمَا زعم الْيَهُود من بعد سبى بابل