النبوءاتُ (١) التي هي مئتان وعشرون، وكتاب المشنو (٢) الذي معناه المَثْناة، وهي التي جعلها عبد الله بن عمرٍو فينا من أشراط السَّاعة، فقال: «لا تقومُ السَّاعةُ حتى تُقْرأ فيكم المَثْناة. أوَتَدْرُونَ ما المَثْناة؟ ما كُتِبَ من الكتب غيرَ كتاب الله» (٣).
(١). رسمت في الأصل و (ط, ف) بلا همز. وفي أسفار الأنبياء من التوراة نبوءات كثيرة, فلا أدري أهي التي أراد المصنف أم نبوءات أخرى في تأليف مستقل؟
(٢). كذا في الأصل, وهي المِشْنا بالعبرية وتعني الشريعة المكرَّرة, وهو معنى «المثناة» بالعربية. والمِشْنا مجموعة الأحكام والتعاليم والفتاوى والوصايا التشريعية وشروح التوراة التي تناقلها أحبار اليهود شفهيًّا من عهد موسى عليه السلام حتى عهد يهودا هناسي الذي قام بجمعها وتدوينها في نهاية القرن الثاني الميلادي, وأصبحت أساس التلمود ومتنه, ويعدُّها جمهور اليهود المصدر الثاني للتشريع بعد التوراة ويزعمون أنها توراة وشريعة شفهية أنزلت على موسى, ومنهم طوائف كالقرائين والسامريين والصدوقيين ردَّتها ورأت أنها مما اختلقه أولئك الأحبار. انظر: «بذل المجهود في إفحام اليهود» للسموأل بن يحيى (١٨٣, ١٩٥) , و «الأصول» لمروان بن جناح (٧٣٥) , و «هداية الحيارى» (٤٧) , و «جلاء الأفهام» (٢٢٠) , و «الكنز المرصود في قواعد التلمود» لروهلنج (٢٩) , و «التلمود تاريخه وتعاليمه» لظفر الدين خان (١١ - ٢١) , و «الفكر الديني الإسرائيلي أطواره ومذاهبه» لحسن ظاظا (٧٨) , وموسوعة اليهود واليهودية (الموجزة) للمسيري (٢/ ١١٩, ١٢٤, ١٢٦).
(٣). أخرجه الدارمي (٤٩٣) , وابن أبي شيبة (٣٨٧٠٤) , والبيهقي في «شعب الإيمان» (٤٨٣٤) وغيرهم بإسنادٍ حسن, ورفعه بعضهم ولا يصح, وقيل: إنه في حكم المرفوع لأنه مما لا يقال بالرأي, وهو محتمل.
واختلف في المراد بالمثناة, فذهب أبو عبيد في «غريب الحديث» (٤/ ٢٨٢) وابن تيمية هنا إلى أنها من كتب اليهود, قال أبو عبيد: «سألت رجلًا من أهل العلم بالكتب =