الحسن الأشعريِّ, وأئمَّة أصحابه، كأبي عبد الله بن مجاهد، وأبي الحسن الباهِلي، والقاضي أبي بكر بن الباقِلَّاني، وأبي إسحاق الإسفراييني, وأبي بكر بن فَوْرَك، وأبي محمد بن اللبَّان، وأبي علي بن شاذان، وأبي القاسم القُشَيري، وأبي بكر البيهقي (١)، وغير هؤلاء.
فما مِن هؤلاء إلا من يُثْبِتُ من الصِّفات الخبرية ما شاء الله تعالى, وعمادُ المذهب عندهم (٢) إثباتُ كلِّ صفةٍ في القرآن، وأما الصِّفات التي في الحديث فمنهم من يُثْبِتُها ومنهم من لا يُثْبِتُها (٣).
فإذا كنتَ تذمُّ جميعَ أهل الإثبات مِن سَلفك وغيرهم لم يبقَ معك إلا الجهميةُ من المعتزلة ومن وافقهم على نفي الصِّفات الخبرية من متأخِّري الأشعرية ونحوهم. ولم تَذْكُر حجَّةً تُعْتَمَد.
فأيُّ ذمٍّ لقومٍ في أنهم لا يتحاشون مما عليه سلفُ الأمَّة وأئمَّتها وأئمَّةُ الذامِّ لهم؟ !
(١) تراجم أصحاب أبي الحسن في طبقات الأشعرية من «تبيين كذب المفتري» لابن عساكر (١٧٧, ١٧٨, ٢١٧, ٢٤٣, ٢٣٢, ٢٦١, ٢٤٥, ٢٧١, ٢٦٥) على ترتيبهم.
(٢) الأصل: «عنهم» , وهو محتمل, أي المذهب المنقول عنهم. والمثبت أشبه.
(٣) انظر: «التسعينية» (١٠٣٦, ١٠٣٧) , و «درء التعارض» (٢/ ١٧, ٥/ ٢٤٨) , و «تفسير آيات أشكلت» (٧٥٥) , و «مجموع الفتاوى» (٥/ ١١٦, ٦/ ٥٢, ١٢/ ٣٢) , و «جامع المسائل» (٥/ ٧٩).