مَن بَعُدَ كما يسمعُه مَن قَرُبَ: أنا الملك، أنا الدَّيَّان» (١).
إلى غيرها من الأحاديث، هالَتْنا أو لم تهِلْنا، بَلَغَتْنا أو لم تَبْلُغْنا, اعتقادنا فيها وفي الآي الواردة في الصِّفات أنا نقبلُها, ولا نحرِّفها, ولا نكيِّفها, ولا نعطِّلها, ولا نتأوَّلها، وعلى العقول لا نَحْمِلها، وبصفات الخلق لا نشبِّهها، ولا نُعْمِلُ رأينا وفِكْرنا فيها، ولا نزيدُ عليها ولا نُنْقِصُ منها، بل نؤمنُ بها ونَكِلُ علمَها إلى عالمها، كما فعل ذلك السَّلفُ الصالح، وهم القدوة لنا في كلِّ علم.
رُوِّينا عن إسحاق أنه قال: لا نزيلُ صفةً مما وصف الله به نفسَه أو وصف الرسولُ عن جهته، لا بكلامٍ ولا بإرادة، إنما يلزمُ المسلم الأداء, ويوقن بقلبه أن ما وصف الله به نفسه في القرآن إنما هي صفاتُه، ولا يَعْقِلُ نبيٌّ مرسلٌ ولا ملَكٌ مقرَّبٌ تلك الصِّفات إلا بالأسماء التي عرَّفهم الربُّ عز وجل, فأما أن يدرك أحدٌ من بني آدم معنى تلك الصِّفات فلا يدركُه أحد. الحديث إلى آخره (٢).
وكما رُوِّينا عن مالك، والأوزاعي، وسفيان، والليث، وأحمد بن حنبل، أنهم قالوا في الأحاديث في الرؤية والنزول: أمِرُّوها كما جاءت (٣).
وكما روي عن محمد بن الحسن ــ صاحب أبي حنيفة ــ أنه قال في
(١). علَّقه البخاري في «الصحيح» (٩/ ١٤١) , ووصله في «الأدب المفرد» (٩٧٠).
(٢). أخرجه أبو الشيخ الأصبهاني في كتاب «السنة». انظر: «التسعينية» (٤٢٢).
(٣). أخرجه الآجري في «الشريعة» (٧٢٠) , وابن بطه في «الإبانة» (٧/ ٢٤١) , والبيهقي في «الأسماء والصفات» (٩٥٥).