«العلم الإلهي» (١)، وزعم المعلِّمُ الأول (٢) لهم أنه غايةُ فلسفتهم ونهايةُ حكمتهم= فالحقُّ فيه من المسائل قليلٌ نَزْر، وغالبُه علمٌ بأحكامٍ ذهنية لا حقائقَ خارجية (٣).

وليس على أكثره قياسٌ منطقي؛ فإن الوجود المجرَّد, والوجوب, والإمكان, والعلة المجرَّدة, والمعلول (٤)، وانقسام ذلك إلى جزئي الماهيَّة وهما: المادة والصُّورة، وإلى علَّتي وجودها وهما (٥): الفاعل والغاية، والكلام في انقسام الوجود إلى الجوهر والأعراض التسعة التي هي: الكمُّ, والكيف, والإضافة, والأين, ومتى, والوضع, والملك، وأن يفعل, وأن ينفعل، كما أنشد بعضُهم فيها (٦):

زيدُ, الطويلُ, الأسودُ, ابنُ مالكِ ... في داره, بالأمسِ, كان يتَّكِي

في يده سيفٌ, نَضَاه, فانتَضى ... فهذه عشرُ مقولاتٍ سَوا

(١) كما في كتب ابن سينا ومن تبعه من المتفلسفة الإسلاميين.
(٢) وهو أرِسطو, والفارابي المعلم الثاني.
(٣) انظر: «الصفدية» (٢/ ١٧٩) , و «درء التعارض» (٦/ ٢٤٦) , و «شرح الأصبهانية» (١٠٧, ٣١٦) , و «الرد على الشاذلي» (١٣٧, ١٩٥, ٢٠٩) , و «الرد على المنطقيين» (١٢٦, ١٤٣, ٣٢٥) , و «الرد على البكري» (٥٨٠) , و «مجموع الفتاوى» (٢/ ٨٣).
(٤) الأصل: «المعلوم» , وفي الطُّرة إشارة إلى أن في نسخة «المعلول».
(٥) الأصل في الموضعين: «وهو».
(٦) البيتان في «الكليات» (٦٢٧) لبعض الفضلاء. واستشهد بهما المصنف دون نسبة في «الصفدية» (٢/ ١٨٠, ٢٧٤) , و «الجواب الصحيح» (٥/ ٢٨) , و «شرح الأصبهانية» (٢٩٥) , و «الرد على المنطقيين» (١٣٢, ٣٠٣) , و «الرد على الشاذلي» (١٩٤).