أحدها: أنه لم يخصَّ سؤالًا من سؤال.
م ٢٢ الثاني: أنه قال: (فأخو الصلاح من أصلحته، وأخو الفساد من أضللته، والسعيدُ حقًّا من أغنيته عن السؤال منك) (١) وسياق الكلام يقتضي أنه طلب الاستغناء عن طلب الصلاح.
الثالث: أنه يقال: والسعيد مأمور بطلب مصالح دينه ودنياه، كما في قوله تعالى: {وَمِنْهُمْ مَنْ يَقُولُ رَبَّنَا آتِنَا فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَفِي الْآخِرَةِ حَسَنَةً وَقِنَا عَذَابَ النَّارِ} البقرة: ٢٠١.
وقد كان النبي - صلى الله عليه وسلم - في الأدعية المأثورة عنه فعلًا وتعليمًا لأمته يذكر صلاح الدين والدنيا، كقوله: «اللهم اغفِر لي وارحَمني واهدني وعافني وارزقني» (٢).
وقوله: «اللهم أصلح لي ديني الذي هو عِصْمَة أمري، وأصلح لي دُنْيَاي التي فيها معاشي، وأصلح لي آخرتي التي فيها معادي» (٣).
وقوله في الحديث الصحيح: «اللهم إني أعوذُ بك من المأثم والمَغْرَم» (٤).
وقوله في الصحيح: «اللهم إني أعوذُ بك من الهمِّ والحَزَن، وأعوذُ بك من العَجْز والكَسَل، وأعوذُ بك من الجُبْنِ والبُخْلِ، وأعوذُ بك من ضَلَعِ الدَّين
(١) «حزب البر»: (ق ٢ أ).
(٢) أخرجه مسلم (٢٦٩٧) من حديث الأشجعي - رضي الله عنه -.
(٣) أخرجه مسلم (٢٧٢٠) من حديث أبي هريرة - رضي الله عنه -.
(٤) أخرجه البخاري (٨٣٢)، ومسلم (٥٨٩) من حديث عائشة - رضي الله عنها -.