وما زلتُ إيَّاها وإيَّايَ لم تزل ... ولا فَرْقَ بل ذاتي لذاتي أحبَّت
وقوله:
وقد رُفِعَت تاءُ المخاطَبِ بيننا ... وفي رَفْعها عن فرقة الفرق رِفْعتي
فإن دُعِيَتْ كُنْتُ المجيبَ وإن أكن ... منادًى أجابَتْ مَن دعاني ولبَّت
وأمثال هذه الأبيات التي يذكر فيها قولهم في وحدة الوجود.
وقال ابن عربي (١): «{وَمَكَرُوا مَكْرًا كُبَّارًا} نوح: ٢٢، لأن الدعوةَ إلى الله مكرٌ بالمدعوِّ، فإنه ما عدم من البداية فيدعَى إلى النهاية. {أَدْعُو إِلَى اللَّهِ} فهذا عين المكر {عَلَى بَصِيرَةٍ} يوسف: ١٠٨ فنبه أن الأمر له كله، فأجابوه مكرًا كما دعاهم، فجاء المحمدي وعلم أن الدعوة إلى الله ما هو من حيث هويته وإنما هو من حيث أسماؤه».
وقال شاعرهم (٢):
ما بالُ عِيْسك لا يقرّ قرارها ... وإلامَ ظلك لا يَنِي مُتنقِّلًا
فلسوف تعلم أن سَيْرك لم يكن ... إلا إليك إذا بلغتَ المنزلا
فعندهم السير: يسير منه إليه، من الله إلى الله. وقوله: «بك منك» مطابق
(١) في كتابه «فصوص الحكم» (ص ٣٥ - ٣٦). وقد نقله المصنف أيضًا بنصه في «الفتاوى»: (١٣/ ١٩٧).
(٢) صرح المصنف في «الفتاوى»: (٢/ ٨١) أن القائل هو ابن إسرائيل ــ وستأتي ترجمته (ص ١٦٨) ــ. ونسب ابنُ شاكر في «فوات الوفيات»: (٣/ ٧) في ترجمة الحريري الصوفي البيتَ الثاني للعفيف التلمساني.