والصغار واللعنة والامتهان وحق عليهم الخلود في النيران، وها أنا أفسر ذلك إن شاء الله.
فأقول: إنهم وقعوا في نبي الله لوط عليه السلام وقالوا إنه شرب الخمر وسكر ووقع على بناته وحملن منه وتزايد له منهن ابنان، اسم أحدهما: عمون واسم الآخر مران. ونصهم في ذلك:
«ومهوين شيء بَنُوت لُوط مِئابيهم.» (١)
شرحه:
حملت كلتا بنتي لوط من أبيهما.
فانظر إلى هذه الأقوال الشنيعة المفتراة التي لا تليق إلا بالكفرة أمثالهم. والعجب كل العجب ما منهم أحد إلا وهو ينزه نفسه عن الوقوع في مثل هذا وهو جدير به فكيف ينسبه لنبي من أنبياء الله تعالى! فالحمد لله الذي أدخلنا في زمرة المسلمين وأخرجنا من عصابة الكافرين.
ومما وقعوا فيه أيضا أن قالوا في يهودا بن يعقوب عليهما السلام: ضاجع بنته تامر وتزايد له منها ولدان اسم أحدهما بارس واسم الآخر زيرح. (٢) وينسبون لبارس داود عليه السلام ولزيرح كثيرا من الأنبياء. وهذا كالذي قبله وأفحش منه. والنص عندهم في ذلك مشهور.
ومما وقعوا فيه أيضا أن قالوا عن عمران والد موسى عليه السلام أنه واقع عمته أخت أبيه وتزايد له منها موسى وهارون ومريم. ونصهم في ذلك:
«ويقح عَمرَم إث يُوخَيبيد دُوحَثُوا لُولاشه.» (٣)
(١) التكوين ١٨: ٣٦
(٢) التكوين ٣٨: ١٨
(٣) سفر الخروج ٦: ٢٠