قالوا له لو شئت أعلمتنا ... إلى من الغاية والمفزع
إذا توفيت وفرقتنا ... وفيهم في الملك من يطمع
فقال لو أعلمتكم مفزعا ... كنتم عسيتم فيه أن تصنعوا
صنيع أهل العجل إذ فارقوا ... هارون فالترك له أورع
وفي الذي قال بيان لمن ... كان إذا يعقل أو يسمع
ثم أتته بعد ذا عزمة ... من ربه ليس لها مدفع
أبلغ وإلا لم تكن مبلغا ... والله منهم عاصم يمنع
فعندها قام النبي الذي ... كان بما يأمره يصدع
يخطب مأمورا وفي كفه ... كف علي نورها يلمع
رافعها أكرم بكف الذي ... يرفع والكف التي ترفع
من كنت مولاه فهذا له ... مولى فلم يرضوا ولم يقنعوا
وضل قوم غاظهم قوله ... كأنما آنافهم تجدع
حتى إذا واروه في قبره ... وانصرفوا من دفنه ضيعوا
ما قال بالأمس وأوصى به ... واشتروا الضر بما ينفع
وقطعوا أرحامه بعده ... فسوف يجزون بما قطعوا
وأزمعوا مكرا بمولاهم ... تبا لما كانوا به أزمعوا
لا هم عليه يردوا حوضه ... غدا ولا هو فيهم يشفع
حوض له ما بين صنعا الى ... أيلة أرض الشام أو أوسع
ينصب فيه علم للهدى ... والحوض من ماء له مترع