في موضع آخر: كانت أحاديثه تزيد, وما رأيت أحدا أجرأ ١ على الله منه كان يأخذ أحاديث الناس فيقلب بعضهم على بعض, وقال في موضع آخر: ما رأيت أحدا أحذق بالكذب من رجلين: سليمان الشاذكوني, ومحمد بن حميد الرازي كان يحفظ حديثه كله, وكان حديثه كل يوم يزيد- ثم أطال الحافظ الكلام فيه ٢ إلى أن قال-:
فإذا كانت هذه حال محمد بن حميد الرازي عند أئمة هذا الشأن فكيف يقال في حكاية رواها ٣ منقطعة: إسنادها جيد, مع أن في طريقها إليه من ليس بمعروف, إلى أن قال: فانظر هذه الحكاية وضعفها, وانقطاعها, ونكارتها, وجهالة بعض رواتها, ونسبة بعضهم إلى الكذب, ومخالفتها لما ثبت عن مالك, وغيره من العلماء. وقد قال شيخ الإسلام ابن تيمية قدس الله روحه في "اقتضاء الصراط المستقيم في مخالفة أصحاب الجحيم": ولم يكن أحد من السلف يأتي إلى قبر نبي, أو غير نبي لأجل الدعاء عنده, ولا كان الصحابة
١ في النسختين "أجرى".
٢ وقد لخص الحافظ ابن حجر- رحمه الله تعالى- القول فيه, فقال في "التقريب":-"محمد بن حميد بن حيان, حافظ ضعيف, وكان ابن معين حسن الرأي فيه.." اهـ.
٣ في النسختين.والنسخة المصرية من "الصارم" "رواتها". وما أثبته من نسخة الشيخ إسماعيل الأنصاري المطبوعة بدار الإفتاء. وقد علق عليها بقوله:- "قوله "رواها" بصيغة الماضي, من المخطوطتين, وهو الصواب".