فهو من كثرة الشر، ولا يؤتى العبد إلا من قبل نفسه، ولهذا كان الدعاة لمذهب السلف، كالشيخ محمد رشيد، والألوسيين، والشيخ قاسم بن مهزع وغيرهم، يظهرون من مذهب السلف والدعوة إلى الدين الإسلامي أصوله وشرائعه، ما هو معروف معلوم من غير معارض ولا ممانع.
وكذلك من عنده دين من «أهل نجد» إذا ذهبوا لتلك الأقطار المذكورة (١)، فإنهم يتمكنون من إظهار ما هم عليه، وهذا أمر لا يُشك فيه.
ولكن من أعظم الأخطار الإقامة مع العائلة هناك , وإدخالهم في المدارس التى لا يخرج منها أحد , إلا وهو مُختَلُّ العقيدة , إلا ما شاء الله.
وبهذا الذى ذكرناه يُعلم أنَّ من كان عاجزاً عن إظهار دينه لا يَحِلُّ له المُقام بلا شَكٍّ , لكن بشرط قُدرته على الهجرة. وأما السّفر إلى هذه الأقطار للاتِّجارِ , مع حِفظ العبد لِدِينه , وقُدرته على إظهارِه , فما المانع من ذلك؟
والمسلمون ما زالوا يُسافرون للتِّجارة لبِلاد الكُفر في عهدِ الصّحابة - رضي الله عنهم - وقد ذكر ذلك أهلُ العلمِ - رحمهم الله - تعالى , وذكروا ما يدُلُّ عليه ... ثم نقل الشيخ من «المغني»، و «الشرح»، و «الفروع» ....
(١) يتحدث المؤلف عن عصره.