ولم يقل: ضمنتا، والسماحة والشجاعة مؤنثتان للهاء التي فيهما. قال: فهل يجوز أن تذهب بالحدثان إلى الحوادث فتؤنث فعله قبله فتقول أهلكتنا الحدثان؟ قلت نعم أنشدني الكسائي:
ألا هلك الشهاب المستنير
... ومدرهنا الكمىّ إذا نغير «1»
وحمال المئين إذا ألمت
... بنا الحدثان والأنف النصور
فهذا كافٍ مما يحتاج إليه من هذا النوع.
وأما قوله: «وَإِنَّ لَكُمْ فِي الْأَنْعامِ لَعِبْرَةً نُسْقِيكُمْ مِمَّا فِي بُطُونِهِ» «2» ولم يقل «بطونها» والأنعام هِيَ مؤنثة لأنه ذهب به إلى النعم والنعم ذكر. وإنما جاز أن تذهب به إلى واحدها لأن الواحد يأتي فِي المعنى على معنى الجمع كما قال الشاعر:
إذا رَأَيْت أنجمًا من الأسد
... جَبْهته أو الخرات والكتد «3»
بال سهيل فِي الفضيخ ففسد
... وطاب ألبان اللقاح فبرد
ألا ترى أن اللبن جمع يكفى من الألبان. وقد كان الكسائي يذهب بتذكير الأنعام إلى مثل قول الشاعر:
ولا تذهبن عيناك فِي كل شرمح
... طوالٍ فإن الأقصرين أمازره «4»