وفي حرف عَبْد اللَّه قُل لِلَّذِينَ كَفَرُوا إِن تَنتَهُوا يُغْفَرْ لَكُم ما قَدْ سَلَفَ «1» وفي قراءتنا « إِنْ يَنْتَهُوا يُغْفَرْ لَهُمْ مَا قَدْ سَلَفَ» وفي الأنعام «هذا لله بزعمهم وهذا لشركائهم» «2» وفي قراءتنا «لِشُرَكائِنا» .
وقوله: قَدْ كانَ لَكُمْ آيَةٌ فِي فِئَتَيْنِ الْتَقَتا
... (13)
يعنى النبىّ صلى الله عليه وآله وأصحابه وسلم، والمشركين يوم بدر.
فِئَةٌ تُقاتِلُ قرئت بالرفع وهو وجه الكلام على معنى: إحداهما تقاتل فِي سبيل اللَّه وَأُخْرى كافِرَةٌ على الاستئناف كما قَالَ الشَّاعِر «3» :
فَكُنْتُ كذي رِجْلين رجلٌ صحيحة
... ورجل رمى فيها الزّمان فشلت
ولو خفضت لكان جيدا: ترده على الخفض الأول كأنك قلت: كذي رجلين: كذي رجلٍ صحيحةٍ ورجلٍ سقيمةٍ. وكذلك يجوز خفض الفئة والأخرى على أول الكلام.
ولو قلت: «فِئَةٌ تُقاتِلُ فِي سَبِيلِ اللَّهِ وَأُخْرى كافِرَةٌ» كان صوابا على قولك «4» : التقتا مختلفتين. وقال الشاعر فِي مثل ذلك مما يستأنف:
إذا مت كان الناس نصفين شامت
... وآخر مثنٍ بالذي كنت أفعل «5»