وقوله: إِلَّا بِحَبْلٍ مِنَ اللَّهِ
... (112)
يقول: إلا أن يعتصموا بحبل من اللَّه فأضمر ذلك، وقال الشاعر «1» :
رأتني بحبليها فصَدَّت مخافةً
... وَفِي الحبل روعاء الفؤاد فروق
أراد: أقبلت بحبليها، وقال الآخر «2» :
حنتني حانيات الدهر حَتَّى
... كأني خاتلٍ أدنو لصيد
قريب الخطو يحسب من رآني
... ولست مقيدا أنى بقيد
يريد: مقيدا بقيد.
وقوله: لَيْسُوا سَواءً مِنْ أَهْلِ الْكِتابِ أُمَّةٌ قائِمَةٌ
... (113)
ذكر أمة ولم يذكر بعدها أخرى، والكلام مبني على أخرى يراد لأن سواء لا بد لها من اثنين فما زاد.
ورفع الأمة على وجهين أحدهما أنك تكره على سواء كأنك قلت:
لا تستوي أمة صالحة وأخرى كافرة منها أمة كذا وأمة كذا، وقد تستجيز العرب إضمار أحد الشيئين إذا كان فِي الكلام دليل عليه، قال الشاعر «3» :
عصيت إليها القلب إنى لأمرها
... سميع فما أدرى أرشد طلابها