الصلة فيجوز فيما بعدها الرفع على أنه صلة، والخفض على إتباع الصلة لما قبلها كقول الشاعر:
فَكَفَى بِنا فَضْلا عَلَى مَنْ غَيْرِنا
... حُبُّ النَّبِيّ محمدٍ إيانا «1»
وترفع (غير) إذا جعلت صلة بإضمار (هُوَ) ، وتخفض على الاتباع لمن، وقال الفرزدق:
إني وإياك إن بلغن أرحلنا
... كمن بواديه بعد المحل ممطور «2»
فهذا مع النكرات، فإذا كانت الصلة معرفة آثروا الرفع، من ذلك فَبِما نَقْضِهِمْ لم يقرأه أحد برفع ولم نسمعه. ولو قيل جاز. وأنشدونا بيت عدي «3» :
لم أر مثل الفتيان فى غير ال
... أيام ينسون ما عواقبها
والمعنى: ينسون عواقبها صلة لما. وهو مما أكرهه لأن قائله يلزمه أن يقول:
«أَيَّمَا الْأَجَلَيْنِ قَضَيْتُ» «4» فأكرهه لذلك ولا أرده. وقد جاء، وقد وجهه بعض النحويين إلى: ينسون أي شيء «5» عواقبها، وهو جائز، والوجه الأول أحب إلى.
والقراء لا تقرأ بكل ما يجوز فِي العربية، فلا يقبحن عندك تشنيع مشنع مما لم يقرأه القرّاء مما يجوز.