لَمْ يمنع الشربَ منها غير أن هتفت
... حمامة من سحوق ذات أوقال «1»
فهذا نصبٌ وله الفعل والكلام ناقص. وقال الآخر:
لا عيبَ فيها غيرَ شُهْلةِ عينِها
... كذاكَ عِتَاق الطير شُهْلا عيونُها «2»
فهذا نصب والكلام تامّ قبله.
وقوله: أَوَعَجِبْتُمْ (63) هَذِه واو نَسَق أدخلت عَلَيْهِ ألف الاستفهام كما تدخلها عَلَى الفاء، فتقول:
أفعجبتم، وليست بأو، ولو أريد بِهَا أو لسكّنت الواو.
وقوله: أَنْ جاءَكُمْ ذِكْرٌ مِنْ رَبِّكُمْ عَلى رَجُلٍ يُقال فِي التفسير: مع رجلٍ.
وهو فِي الكلام كقولك: جاءنا الخير عَلَى وجهك، وهُدِينا الخير عَلَى لسانِكَ، ومع وجهك، يَجوزان جَميعًا.
وقوله: قالَ الْمَلَأُ (66) هم الرجال لا يكون فيهم امرأة. وكذلك القوم، والنَفَر والرّهْط.
وقوله: وَإِلى عادٍ أَخاهُمْ هُوداً (65) وقوله: وَإِلى ثَمُودَ أَخاهُمْ صالِحاً (73) منصوب بضمير أرسلنا. ولو رفع إذ فقد الفعل كَانَ صوابًا كما قَالَ: فَبَشَّرْناها «3» بِإِسْحاقَ وَمِنْ وَراءِ إِسْحاقَ يَعْقُوبَ وقال أيضًا: فَأَخْرَجْنا «4» بِهِ ثَمَراتٍ مُخْتَلِفاً أَلْوانُها