ومثله (وَإِنَّ «1» مِنْكُمْ لَمَنْ لَيُبَطِّئَنَّ) وأمّا مَن شدّد (لَمّا) فإنه- والله أعلم- أراد: لِمن مَا لَيُوَفِّينَّهم، فلمّا اجتمعت ثلاث «2» ميمَات حذف واحدة فبقيت اثنتان فأدغمت فِي صاحبتها كما قال الشاعر:
وإنى لممّا أُصدر الأمرَ وَجْهَهُ
... إذا هُوَ أعيا بالسبيل مصادرُه «3»
ثُمَّ يُخفّف «4» كما قرأ بعض القراء (والبغي «5» يعظكم) بِحذف الياء (عند «6» الياء) أنشدني الْكِسَائي:
وَأَشمتَّ الغداة بنا فأضحوا
... لَدَيَّ تَبَاشَرُونَ بِما لِقينَا
معناه (لديّ «7» ) يتباشرونَ فحذف لاجتماع الياءات ومثله:
كأنّ من آخرها القادم
... مخرم نجد قارع المخارم «8»
أراد: إلى القادم فحذف اللام عند اللام. وأمَّا مَن جعل (لَمَّا) بِمنزلة إلَّا فإنه وجه لا نعرفه وقد قالت العرب: بالله لمّا قمت عنا، وإلّا فمت عنا، فأمّا فى الاستثناء فلم يقولوه فِي شعر ولا غيره ألا ترى أن ذَلِكَ لو جاز لسمعت فِي الكلام: ذهب الناسَ لَمّا زيدا.
وأمّا الَّذِينَ خَفَّفوا (إن) فإنهم نصبوا كلا بِ (ليوفّينّهم) ، وقالوا: كأنّا قلنا: وإن ليوفّينّهم