عَلَى قَبْضة مَوْجُوءة ظهرُ كَفّه
... فلا المرء مُسْتحيٍ ولا هُوَ طاعم «1»
ذهب إلى الكفّ وألغى الظهر لأن الكف يجزىء من الظهر فكأنه قَالَ: موجوءة كفُّه وأنشدني الْعُكْليّ أَبُو ثَرْوان:
أرى مَرَّ السنين أخذنَ مني
... كما أخَذ السِّرار من الهلِال
وقال ابن مقبل:
قد صرّح السير عَن كُتْمان وابتذلتْ
... وَقْعُ المحاجن بالْمَهْرِيَّة الذُّقُنِ «2»
أراد: وابتذلت المحاجن وألغى الوقع. وأنشدني الْكِسَائي:
إذا ماتَ منهم سَيّد قام سَيّد
... فَدَانَتْ لَهُ أهل الْقُرى والكنائسِ
ومنه قول الأعشى:
وَتَشرَقُ بالقول الَّذِي قد أَذَعتَه
... كما شَرِقت صدر القناة من الدَّم
وأنشدني يونس الْبَصْرِيّ:
لَمّا أتى خبرُ الزُّبَير تهدّمت
... سورُ المدينة والجبالُ الْخُشّعُ «3»
وإنّما جازَ هذا كله لأن الثاني يكفي من الأوّل ألا ترى أَنَّهُ لو قَالَ: تلتقطهُ السيَّارة لجاز وكفى من (بعض) ولا يجوز أن يقول: قد ضربتني غلامُ جاريتك لأنك لو ألقيت الغلام لَمْ تدل الجارية على معناه.