وقوله (فَلَمْ نُغادِرْ مِنْهُمْ) هذه القراءة (ولو «1» قرئت «ولم نغْدِرْ» كَانَ صوابًا) ومعناهما واحد يقال: ما أغدرت منهم أحدًا، وما غادرت وأنشدني بعضهم «2» :
هَلْ لك والعائض منهم عائِض
... فِي هجمة يغدر منها القابض
سُدْسا ورُبعا تحتها فرائض قَالَ، الفراء سدس ورُبْع من أسنان الإبل.
وقوله فَفَسَقَ عَنْ أَمْرِ رَبِّهِ 50 أي خرج «3» عَن طاعة ربه. والعربُ تَقُولُ، فَسقت الرُّطَبة من (جلدها «4» ) وقشرها لخروجها منه وكأن الفأرة إنها سميت فويسقة لخروجها من جحرها عَلَى الناس.
وقوله: وَجَعَلْنا بَيْنَهُمْ مَوْبِقاً 52 يقال: جعلنا تواصلهم فِي الدُّنْيَا (مَوْبِقاً) يقول مَهْلِكًا لَهُم فِي الآخرة ويُقال: إنه وادٍ فى جهنم.
وقوله: فَظَنُّوا أَنَّهُمْ مُواقِعُوها 53 أي علموا.
وقوله: وَما مَنَعَ النَّاسَ أَنْ يُؤْمِنُوا 55 يُقال: الناس هاهنا فِي معنى رجل واحد. وقوله (إِلَّا أَنْ تَأْتِيَهُمْ سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ) أن فِي موضع رَفع وقوله (سُنَّةُ الْأَوَّلِينَ) يقول: سنتنا فِي إهلاك الأمم المكذبة. وقوله (أَوْ يَأْتِيَهُمُ الْعَذابُ قُبُلًا) : عيانا. وقد تكون (قُبُلًا «5» ) لهذا المعنى.
وتكون (قُبُلًا) كأنه جمع قَبيل وقُبُل أي عذاب متفرق يتلو بعضه بعضا.