وقوله: (اخْتَصَمُوا) ولم يقل: اختصما لأنهما جَمعان ليسا برجلين، ولو قيل: اختصما كَانَ صَوَابًا. ومثله (وَإِنْ طائِفَتانِ مِنَ الْمُؤْمِنِينَ اقْتَتَلُوا) يذهب إلى الجمع. ولو قيل «1» اقتتلتا لجازَ، يذهب إلى الطائفتين.
وقوله: يُصْهَرُ بِهِ مَا فِي بُطُونِهِمْ: 20 يُذابُ بِهِ. تَقُولُ: صَهَرْت الشحم بالنار.
وقوله: وَلَهُمْ مَقامِعُ مِنْ حَدِيدٍ 21 ذُكِرَ أنهم يطمعونَ (فِي الخروج) «2» من النار حَتَّى إذا همّوا بذلك ضربت الخزنة رءوسهم بالمقامع «3» فتخسف رءوسهم فيُصب فِي أدمغتهم الحميم فيَصْهَر شحوم بطونِهم، فذلك قوله فِي إِبْرَاهِيم (وَيُسْقى «4» مِنْ ماءٍ صَدِيدٍ) مِمّا يذوبُ من بطونِهم وجلودهم.
وقوله: (يَتَجَرَّعُهُ وَلا يَكادُ يُسِيغُهُ) يكره عليه.
وقوله: وَلُؤْلُؤاً 23 قرأ «5» أهل المدينة هَذِه والتي فِي الملائكة «6» (وَلُؤْلُؤاً) بالألف «7» وقرأ الأعمش «8» كلتيْهما بالخفض. ورأيتها فِي مصاحف عبد الله والتي فِي الحج خاصَّة (ولُؤْلُأ) (وَلَا تَهَجَّأْه) . «9»
وَذَلِكَ أن مصاحفه قد أجرى الْهَمْز فيها بالألف فِي كل حال إن كَانَ ما قبلها مكسورًا أو مفتوحًا أو غير ذَلِكَ. والتي فِي الملائكة كتبت فِي مصاحفنا (ولؤلؤ) بغير ألف والتي فى الحج (وَلُؤْلُؤاً) بالألف فخفضهما ونصبُهما جائز. ونصب التي فِي الحج أمكن- لمكان الألف- من التي فِي الملائكة.
وقوله: إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا وَيَصُدُّونَ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ 25 ردّ يفعلون «10» على فعلوا «11» لأن