وأنشدني بعضُ «1» بني عقيل:
لئِن كَانَ ما حُدِّثْتُهُ اليومَ صادِقًا
... أَصُمْ فِي نهار الْقَيْظِ للشَّمسِ بادِيَا
وأَرْكَبْ حمارًا بين سرجٍ وفروةٍ
... وأعْرِ من الخاتام صُغْرَى شماليا «2»
فألقى جواب اليمين من الفعل، وكان الوجه فِي الكلام أن يقول: لئن كان كذا لاتينك، وتوهم إلغاء اللام كما قال الآخر «3» :
فَلا يَدْعُنِي قَوْمِي صَرِيحًا لِحُرَّةٍ
... لئنْ كُنتُ مقتولا ويَسْلَمُ عامِرُ
فاللام فِي «لئن» ملغاة، ولكنها كثرت فِي الكلام حَتَّى صارت بمنزلة «4» «إن» ، ألا ترى أن الشاعر قد قال:
فَلئِنْ قومٌ أصابُوا غِرَّةً
... وأَصَبْنا من زمانٍ رَقَقَا «5»
لَلَقدْ كانوا لدى أزماننا
... لصنيعين لبأس وتقى «6»