إتباعه «1» المحسن والنصب أن تتوهم أنك قلت: ما أنت مُحسنًا. وأنشدني بعضُ العرب:
ولستُ بذي نَيْرب فِي الصديق
... ومنَّاعَ خَيْرٍ وسبّابهَا
ولا من إِذَا كَانَ فِي جانِب
... أضاعَ العشيرة واغتابها «2»
وأنشدني أَبُو القمقام:
أَجِدُّكَ لستَ الدهر رائي رامةٍ
... ولا عاقِلٍ إلا وأنت جَنيب
ولا مصعد فِي الْمُصْعِدينَ لَمنعِجٍ
... ولا هابطًا ما عشت هَضْب شَطِيب «3»
ويُنشد هَذَا البيت:
مُعَاوِيَ إننا بَشَرٌ فَأسْجحْ
... فلسنا بالجبالِ ولا الحديدَا «4»
ويُنشد (الحديدا) خفضًا ونصبًا. وأكثر ما سمعته بالخفض. ويكون نصب المستأنسين عَلَى فعلٍ مُضمر، كأنه قَالَ: فادخلوا غير مستأنسين. ويكون مع الواو ضميرُ دخولٍ كما تَقُولُ: قم ومطيعًا لأبيكَ.
والمعنى فِي تفسير الآية أنّ المسلمين كانوا يدخلونَ عَلَى النَّبِيّ عَلَيْهِ السَّلَام فِي وقت الْغَدَاء، فإذا طعِمُوا أطالوا الجلوس، وسَألوا أزواجه الحوائج. فاشتد ذَلِكَ عَلَى النبىّ صلى الله عليه وسلم، حتّى