وقوله: ذُرِّيَّتَهُمْ 41 إنّما يخاطب أهل مكة، فجعل الذرية التي كانت مع نوحٍ لأهل مكة لأنها أصل لهم، فقال: (ذُرِّيَّتَهُمْ) وهم أبناء الذُّرِّية.
وقوله: فَلا صَرِيخَ لَهُمْ 43 الصريخ: الإغاثة.
وقوله: إِلَّا رَحْمَةً مِنَّا 44 يقول: إلا أن نفعل ذَلِكَ رحمةً. وقوله (وَمَتاعاً إِلى حِينٍ) يقول: بقاء إلى أجَلٍ، أي نرحمهم فنمتعهم إلى حين.
وقوله: اتَّقُوا مَا بَيْنَ أَيْدِيكُمْ 45 من عذاب الآخرة (وَما خَلْفَكُمْ) من عذاب الدُّنْيَا مما لا تأمنونَ من عذاب ثَمُود ومن مضى.
وقوله: إِلَّا كانُوا عَنْها مُعْرِضِينَ 46 جواب للآية، وجواب لقوله (وَإِذا قِيلَ لَهُمُ اتَّقُوا) فلما أن كَانُوا معرضين عَن كل آية كفى جوابُ واحدةٍ من ثنتين لأن المعنى: وإذا قيل لَهُم:
اتقوا أعرضوا، وإذا أتتهم آية أعرضوا.
وقوله: وَهُمْ يَخِصِّمُونَ 49 قرأها «1» يَحْيَى بن وثّاب (يَخصمون) وقرأها عَاصِم (يَخِصِّمُونَ) ينصب الياء ويكسر الخاء. ويَجُوز «2» نصب الخاء لأن التاء كانت تكون منصوبة فنقل إعرابُها إلى الخاء. والكسر أكثر وأجود. وقرأها أهل الحجاز (يَخْصّمونَ) يشدّدون ويَجمعون بين ساكنين. وهي فِي قراءة أُبَيّ بن كعب (يَخْتَصِمُون) فهذه حجة لمن يشدد. وأمّا معنى يَحْيَى بن وثاب فيكون عَلَى معنى يفعلون من الخصومة كأنه قَالَ: وهم يتكلمونَ ويكون عَلَى وجه آخر: وهم يخصمون: وهم فِي أنفسهم يخصِمُونَ من وعدهم الساعة. وهو وجه حسن أي تأخذهم الساعة لأن المعنى: وهم عند أنفسهم يَغلبونَ من قَالَ لَهُم: إن الساعة آتية.
وقوله: فَلا يَسْتَطِيعُونَ تَوْصِيَةً 50 يقول: لا يستطيع/ 157 ب بعضهم أن يوصى إلى