فأمَّا «1» قوله (فَاطَّلَعَ) فإنه يكون عَلَى جهة فُعِلَ ذَلِكَ بِهِ، كما تَقُولُ: دعَا فأجيب «2» يَا هَذَا.
ويكون: هَل أنتم مُطْلِعِونِ فَأَطَّلِعَ أنا فيكون منصوبًا بِجواب الفاء.
وقوله: شَجَرَةٌ تَخْرُجُ 64 وهي فِي قراءة عبد الله (شَجَرةً نابتة «3» فى أصل الجحيم) .
وقوله: كَأَنَّهُ رُؤُسُ الشَّياطِينِ 65 فإن فِيهِ فِي العربية ثلاثة أوجه. أحدها أن تشبه طَلْعها فِي قبحه برءوس الشياطين لأنها موصوفة بالقبح، وإن كانت لا تُرى. وأنت قائل للرجل: كأنه شيطان إِذَا استقبحته. والآخر أن العرب تسمّي بعض الحيّات شيطانًا. وهو حَيّة ذو عرف «4» .
قَالَ الشاعر، وهو يذم امرأة لَهُ:
عنجرد تحلف حين أحلف
... كمثل شيطانِ الحماط أعرف «5»
ويُقال: إنه نبت قبيح يسمى برءوس الشياطين. والأوجه الثلاثة يذهب إلى معنى واحد فِي القبح.
وقوله: لَشَوْباً 67 الْخَلْط يُقال: شاب الرجل طَعَامه يشوبُه شَوْبًا.
وقوله: فَهُمْ عَلى آثارِهِمْ يُهْرَعُونَ 70 أي يسرعونَ بسيرهم. والإهراع: الإسْرَاع فِيهِ، شبيه بالرِّعدة (ويُقال «6» قد أُهْرِعَ إهراعًا) .
وقوله: وَتَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ 78 (يقول: «7» أَبقينا لَهُ ثناءً حَسَنًا فِي الآخرين ويقال:
(تَرَكْنا عَلَيْهِ فِي الْآخِرِينَ سَلامٌ عَلى نُوحٍ) أي تركنا عَلَيْهِ هَذِه الكلمة كما تَقُولُ: قرأت من القرآن