وذكروا أَنَّهُ المرض وما أصابه من الْعَناء فِيهِ. والنُّصْبُ والنَّصَبُ بمنزلة الْحُزن والْحَزَن، والْعُدْمِ والْعَدَمِ، والرُّشْد والرَشَد، والصُّلْب والصَّلَب: إِذَا خُفِّفَ ضُمّ أوله ولم يثقل لأنهم جعلوهما عَلَى سَمْتين «1» : إِذَا فتحُوا «2» أوّله ثقّلوا، وإذا ضَمُّوا أوله خَفَّفُوا، قَالَ: وأنشدني.
بعض العرب:
لئِن بعثت أم الْحُميدَينِ مَائِرا
... لقد غنِيت فِي غير بؤسٍ ولا جُحد «3»
والعرب تَقُولُ: جَحِد عيشُهم جحَدًا إِذَا ضاق واشتدّ، فلمّا قَالَ: جُحْد وضمّ أوله خَفَّف. فابن عَلَى ما رأيت من هاتين اللغتين.
وقوله: ضِغْثاً 44 والضِّغْث: ما جمعته من شيء مثل حُزمة الرَّطْبَة «4» ، وما قام عَلَى ساقٍ واستطالَ ثُمَّ جمعته فهو ضغث.
وقوله: وَاذْكُرْ عِبادَنا 45 . قرأت القراء (عبادنا) يريدونَ: إِبْرَاهِيم وولده وقرأ «5» ابن عباس:
(واذكر عَبْدنا إِبْرَاهِيم) وقال: إنما ذكر إِبْرَاهِيم. ثُمَّ ذكرت ذرِّيّتُه من بعده. ومثله:
(قالوا «6» نَعْبُدُ إلهَكَ وَإِلَهَ أبيِك) عَلَى هَذَا المذهب فِي قراءة ابن عباس. والعامّة (آبائِكَ) وكلّ صواب.
وقوله (أُولِي الْأَيْدِي وَالْأَبْصارِ) يريد: أولي القوَّة والبصر فِي أمر الله. وهي فِي قراءة عبد الله: (أولِي الْأَيْدِ) بغير ياء، فقد يكون لَهُ وجهان. إن أراد: الأيدى وحذف الياء