ومن سورة لقمان
قال الله عز وعلا: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ
لِيُضِلَّ عَنْ سَبِيلِ اللَّهِ} الآية (١).
روي عن ابن مسعود أنه قال: الغناء، وحلف عليه بالله الذي لا إله إلا هو (٢).
وقال مجاهد: الغناء (٣).
وقيل عن ابن عباس: الغناء وما أشبهه (٤).
وقال القاسم بن محمد: الغناء من الباطل وهو في النار (٥).
وقال مكحول (٦): من كانت له جارية مغنية فمات، لم أُصل عليه لقول الله: {وَمِنَ النَّاسِ مَنْ يَشْتَرِي لَهْوَ الْحَدِيثِ} إلى قوله: {عَذَابٌ مُهِينٌ} (٧).
وقال عبد الكريم (٨): كان المشركون (٩) على الطريق للمسلمين ليفتنوهم (١٠).
قال الله عز وعلا: {وَلَقَدْ آَتَيْنَا لُقْمَانَ الْحِكْمَةَ أَنِ اشْكُرْ لِلَّهِ} (١١)
وفي البقرة: {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ فَقَدْ أُوتِيَ خَيْرًا كَثِيرًا} (١٢).
قال مجاهد: أولي الفقه والعلم والإصابة في القول من غير نبوة (١٣).
وقال محمد بن كعب: الحكمة القرآن (١٤).
وقال زيد بن أسلم {وَمَنْ يُؤْتَ الْحِكْمَةَ} قال: العقل في دين الله عز وجل (١٥).
فأما قول محمد بن كعب: الحكمة القرآن، يريد الآية التي في سورة البقرة.
(١) سورة لقمان (٦).
(٢) أخرجه ابن أبي شيبة ٤/ ٣٦٨ كتاب البيوع الأقضية، في هذه الآية ومن الناس .. والطبري في تفسيره (١٠/ ٢٠٣).
(٣) أخرجه ابن أبي شيبة ٤/ ٣٦٨ كتاب البيوع، في هذه الآية ومن الناس من يشتري والبيهقي ١٠/ ٢٢٣ جماع أبواب من تجوز شهادتهم، باب ما جاء في ذم الملاهي.
(٤) أخرجه ابن أبي شيبة ـ الإحالة السابقة ـ والبخاري في الأدب المفرد (١/ ٤٣٢) والبيهقي ١٠/ ٢٢١ جماع أبواب من تجوز شهادتهم، باب ما جاء في ذم الملاهي به.
(٥) أخرجه النحاس في معاني القرآن (٥/ ٢٧٩).
(٦) هو: مكحول الشامي، أبو عبد الله، ويقال: أبو أيوب، الفقيه الشامي، روى عن النبي - صلى الله عليه وسلم - مرسلا، قال ابن أبي حاتم: ما رأيت بالشام أفقه منه، توفي سنة ١١٦ هـ. ينظر: طبقات ابن سعد (٧/ ٢١٣) وتهذيب التهذيب (٥/ ٥١٠).
(٧) أورده الثعلبي في الكشف (٧/ ٣١٠) والبغوي في معالم التنزيل (٣/ ٤٩٠).
(٨) هو: عبد الكريم بن مالك الجَزْرِي، أبو سعيد الحراني، قال ابن سعد: كان ثقة كثير الحديث، توفي سنة ١٢٧ هـ. ينظر: طبقات ابن سعد (٧/ ٤٠١) وتهذيب التهذيب (٣/ ٤٥٩).
(٩) لوحة رقم ٢/ ٢٢٩.
(١٠) لم أقف عليه.
(١١) سورة لقمان (١٢).
(١٢) سورة البقرة (٢٦٩).
(١٣) أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (٣/ ١٠٥) وابن أبي شيبة ٤/ ٥٤١ كتاب البيوع، في الحكم يكون هواه .. والطبري في تفسيره (١٠/ ٢٠٣) والنحاس في معاني القرآن (٥/ ٢٨٣) به.
(١٤) لم أجده محمد بن كعب.
وقد أخرجه عبد الرزاق في تفسيره (١/ ١٠٩) والطبري في تفسيره (١٠/ ٢٠٩) عن مجاهد.
وأخرجه النحاس في معاني القرآن (١/ ٢٩٨) عن الضحاك.
(١٥) أخرجه النحاس في معاني القرآن (١/ ٢٩٨) به.