ثم خلف من بعدهم خلف أضاعوا سنة أسلافهم في البحث عن الحق والأخذ به وإن خالف رأيه، واتبعوا التقليد القائم على التعصب المذهبي، فنزلوا أقوال الأئمة منزلة النصوص الشرعية، وحصروا جهدهم في الإكثار من كتب المناقب، ينشرون ما كان عليه إمام المذهب من سعة العلم وقوة الحجة، والديانة وحسن الخلق، وتتبع مواضع الخلاف والتصنيف فيها، وإبطال مذهب المخالف وتفنيده، وجالوا في ميدان المناظرة، وتسابقوا في حلبة الجدل، وتراشقوا التهم، بحثاً عن الانتصار للمذهب، وبعيداً عن طلب الحق.
ولكن مع هذا الغلو والتعصب المقيت وجد من العلماء المنصفين - وهم كُثر - من يبحث عن الحق، ويتبع الدليل وإن خالف رأيه ورأي شيخه.
ومن خلال هاتين المرحلتين نشأ تفسير آيات الأحكام، وألفت فيه المؤلفات المختلفة، وتعددت مناهج المؤلفين فيه، ما بين مقل ومستكثر، وما بين متعصب ومنصف، وسأتناول أهم هذه المصنفات في المبحث التالي، مراعياً سنة وفاة المؤلف، ليعلم المتقدم من غيره.
ثالثاً: أهم المصنفات في تفسير آيات الأحكام.
١.تفسير الخمسمائة آية من القرآن، مقاتل بن سليمان البلخي ت ١٥٠ هـ. (١)
٢. أحكام القرآن يحيى بن آدام القرشي المخزومي ت ٢٠٣ هـ. (٢)
٣.أحكام القرآن، محمد بن إدريس الشافعي ت ٢٠٤ هـ. (٣)
٤.أحكام القرآن، إبراهيم بن خالد الكلبي، أبو ثور ت ٢٤٠ هـ. (٤)
٥.أحكام القرآن، أحمد بن المعذل البصري ت ٢٤٠ هـ. (٥)
(١) تفاسير آيات الأحكام: ١/ ٦٧، وقد حقق في رسالة علمية بالجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
(٢) الفهرست لابن النديم: ٥٩، تفاسير آيات الأحكام: ٢/ ٤٦٠.
(٣) الفهرست لابن النديم: ٥٩، تفاسير آيات الأحكام: ١/ ٤٦١، معجم مصنفات القرآن: ١/ ٩٦.
(٤) الفهرست لابن النديم: ٥٩، تفاسير آيات الأحكام: ٢/ ٤٦٣.
(٥) الفهرست لابن النديم: ٥٩، تفاسير آيات الأحكام: ٢/ ٤٦٤.