الخاتمة
أحمد الله وأتوجه له بالشكر على ما أتم به وأعان، وما منّ به علينا من نعمٍ في قديم أو حديث، حمداً يليق بجلاله وعظيم سلطانه، وهو المستحق للشكر والثناء سبحانه.
وأصلي وأسلم على رسول الهدى محمد بن عبد الله، وعلى آله وصحابته أجمعين.
مضت أربع سنوات وقفتها مع هذه الرسالة، جنيت خلالها أطيب الثمار وأزكاها: قراءة كتاب الله وتعلمه، متنقلاً بين كتب التفسير، والحديث، والفقه، والقراءات، واللغة، والسير والتاريخ والتراجم، وغيرها، بدأتها بدراسة عن عصر المؤلف وأثره عليه، ثم تحدثت عن حياته الشخصية والعلمية، واتبعت ذلك بدراسة مفصلة عن الكتاب، ومنهج مؤلفه فيه، ثم تناولت القسم الأول منه بالتحقيق والدراسة، حيث شمل من أول الكتاب إلى آخر تفسير سورة الأعراف، وظهر لي عدة نتائج، من أبرزها الآتي:
١. تأثر المؤلف إيجاباً بالعصر الذي عاش فيه، حيث كثر في العراق - محل نشأته - الاختلاف العقدي والتعدد المذهبي مما جعل شخصيته تجمع بين التأصيل للمذهب، والتقعيد له، والرد على مخالفيه.
٢. صحة سماع المؤلف من شيخه القاضي إسماعيل بن إسحاق فيما صرح فيه بالسماع، وحمل ما لم يصرح فيه بالسماع على أخذه بالإجازة.
٣. أن المؤلف قد حاز مكانة علمية عالية، بشهادة العلماء، وبجهوده ومنهجه وتنوع مصنفاته.
٤. كون المؤلف من أهل السنة، المتبعين نهج سلف هذه الأمة، المنافحين عن منهجهم.
٥. اعتماد المؤلف في كتابه هذا على نوعين من أنواع المصادر، وهي المصادر السمعية، والمصادر النقلية.
٦. أن المؤلف باختصاره هذا حفظ لنا أحد أقدم كتب أحكام القرآن (كتاب أحكام القرآن للقاضي إسماعيل بن إسحاق).
٧. أن المؤلف لم يكن مجرد مختصر، بل كان اختصاره عن علم وحسن انتقاء، وله نظر في ذلك وترجيح، وزيادات واستدراكات.