المطلب الأول: الأصل الذي اعتمده في تفسيره.
كتاب أحكام القرآن لأبي الفضل القشيري، هو اختصار لكتاب أحكام القرآن للقاضي إسماعيل بن إسحاق.
وهذا المطلب يلقي الضوء على ذلك الأصل الذي اختصره القشيري، مع بيان طريقته في اختصاره، وذلك في فقرتين:
الفقرة الأولى: التعريف بالكتاب الأصل.
الفقرة الثانية: منهج القشيري في اختصار كتاب القاضي إسماعيل.
الفقرة الأولى: التعريف بالكتاب الأصل.
اختصر القشيري في مُؤَلَفِه هذا، كتابا كبيرا، اسمه: أحكام القرآن، ألفه شيخه القاضي: إسماعيل بن إسحاق، وفي هذه الفقرة سأعرف بالكتاب ومؤلفه، في ضوء الآتي:
أولا: التعريف بالمؤلف، ومكانته العلمية (١).
" اسمه وكنيته ولقبه: هو القاضي: إسماعيل بن إسحاق بن إسماعيل بن حماد بن زيد بن درهم الجَهْضَمِي الأَزْدِي، مولى آل جرير بن حازم، أبو إسحاق البصري المالكي.
" نشأته: ولد ـ رحمه الله ـ سنة تسع وتسعين ومائة، في بيت آل حماد، وهم أهل بيت بالعراق، عرفوا بالعلم، قال ابن فرحون عن هذه الأسرة الكريمة: " كانت هذه البيتة على كثرة رجالها، وشهرة أعلامها، من أجل بيوت العلم بالعراق، وأرفع مراتب السؤدد في الدين والدنيا، وهم نشروا هذا المذهب هناك، وعنهم اقتبس، فمنهم من أئمة الفقه ومشيخة الحديث عِدَةٌ، كلهم جلة، ورجال سنة، روي عنهم في أقطار الأرض، وانتشر ذكرهم ما بين المشرق والمغرب، وتردد العلم في طبقاتهم، وبيتهم نحو ثلثمائة عام .. " (٢).
" شيوخه: سمع من: محمد بن عبد الله الأنصاري، ومسلم الفَرَاهِيدى، وسليمان بن حرب، وحجاج بن مِنْهَال الأَنْمَاطِي، ومُسَدد بن مُسَرهد، والقَعْنَبي، وأبي الوليد الطيالسي، وإبراهيم بن الحجاج السامي، وأحمد بن يونس، وإسماعيل بن أبي أويس، وعلى بن المديني، وسواهم كثير.
" تلاميذه: روى عنه: موسى بن هارون، وعبد الله بن أحمد بن حنبل، وأبو القاسم البغوي ويحيى بن صاعد، وأبو عمر القاضي، وابن عرفة النحوي، وأبو بكر بن الأنباري، والمحاملي، ومحمد بن مِخْلَد الدوري، وإسماعيل الصفار، وابنا بُكَير، وابن الجهم، وبكر بن محمد القشيري، والفريابي، وابن أصبغ، وعدد كثير سوى هؤلاء.
(١) ينظر في ترجمته: تاريخ بغداد (٦/ ٢٨٤) الثقات لابن حبان (٨/ ١٠٥) طبقات الفقهاء ص ١٦٦، ومعجم الأدباء (٢/ ١٩٤) والوافي بالوفيات (٩/ ٥٦) وتذكرة الحفاظ (٢/ ٦٢٥) وسير أعلام النبلاء (١٣/ ٣٣٩) والديباج المذهب ص ٩٢، وطبقات القراء لابن الجزري (١/ ١٦٢) ومرآت الجنان (٢/ ١٩٤) وشذرات الذهب (٢/ ١٧٨)
(٢) الديباج المذهب ص ٩٢.