الله، وقال عُبيد بن عُمير: هو الرجل لا يجلس مجلسا فيقوم منه حتى يستغفر الله، ويذكر ذنبه في الخلاء فيستغفر الله، وقال سعيد بن جبير: الأواب؛ المُسبح" (١).
وعند قوله تعالى: {وَقُومُوا لِلَّهِ قَانِتِينَ} (٢) قال ابن العربي: " اعلموا وفقكم الله تعالى، أن القنوت يرد على معان أمهاتها أربع، الأول: الطاعة قاله ابن عباس، الثاني: القيام قاله ابن عمر، ... الثالث: إنه السكوت قاله مجاهد، ... الرابع أن القنوت الخشوع" (٣).
الفقرة الثالثة: العناية بالإجماع.
وإجماع سلف الأمة لم يختلف أهل العلم في الاحتجاج به، والركون إليه، وقد ذكر القشيري وابن العربي صورا عديدة لما وقع عليه الإجماع، غير أن عناية ابن العربي به أظهر، وحكايته له أكثر، مع تعدد المجالات وتنوعها.
من صور الإجماع التي حكاها القشيري في بيان معنى قوله تعالى: {وَقُرْآَنَ الْفَجْرِ إِنَّ قُرْآَنَ الْفَجْرِ كَانَ مَشْهُودًا} (٤)، قال: " قال الأعمش عن أبي صالح عن أبي هريرة عن النبي - صلى الله عليه وسلم -: (تشهده ملائكة الليل وملائكة النهار) وقاله جماعة من الصحابة والمفسرين، وهي صلاة الصبح، كذلك قالت الجماعة بغير اختلاف فيه" (٥).
ومن الأمثلة التي حكى ابن العربي الإجماع فيها، ما أورده عند قوله تعالى: {وَمَنْ أَظْلَمُ مِمَّنْ مَنَعَ مَسَاجِدَ اللَّهِ أَنْ يُذْكَرَ فِيهَا اسْمُهُ}: " إن قوله تعالى (مساجد الله)
(١) ينظر من هذه الرسالة: ص ٦٠٤
(٢) سورة البقرة (٢٣٨).
(٣) أحكام القرآن (١/ ٣٠١).
(٤) سورة الإسراء (٧٨).
(٥) ينظر من هذه الرسالة: ص ٣٤٠.