وفي نفس قوله: (وَيُحْيِي الْأَرْضَ بَعْدَ مَوْتِهَا)
دليل على ذلك، لأن الأرض طاهرة، ومعناه أنها أحييت بالنبات بعد أن كانت جردا لا نبات فيها.
وبلغني أن بعض مثبتي القياس كان يجعل قوله: (وَكَذَلِكَ تُخْرَجُونَ (19)
وماضاهى من القرآن حجة في تثبيته.
وهو عندي جهل بين، وذلك أن القياس عندهم تحريم غير المسمى
وتحليله من أجل علة في المسمى أوجبت به مسلكه. وليس إخراج الله من
مات من قبره وإعادة الروح فيه من أجل أنه أخرج الحي من الميت، والميت
من الحي، وإحياء الأرض بعد موتها، ولكنه بيان لذوي العقول أن الذي
فعل ذلك قادر على إحياء الموتى وإخراجهم من قبورهم. وبطلوا القياس
كلهم مقرون بأن المحرم للأنواع الستة قادر على تحريم غيرها، ولكنها لم
يحرمها في الدنيا ولا حاجة بأحد إلى تحريمها يوم الحشر كما دل على أن من
أحيى الأرض بعد موتها قادر على إحياء أهل القبور، وإنما يحييهم يوم