دليل على أن نزولهم عليهم - في الدنيا - عند
الموت، يبشرونهم بما لهم عند الله، ليزول حزنهم، ويأمنوا عذاب
ربهم، ويخرجوا من الدنيا طيبة أنفسهم بالموت، وفي ذلك - والله
أعلم - تصديق الخبر المروي في تأويل: " من أحب لقاء الله، أحب
الله لقاءه " فإن من نزلت عليه ملائكة الرحمة - عند الموت -
فبشروه، وأمَّنوه هان عليه الموت - المكره إلى النفوس - فأحب لقاء الله.
وفي اشتراطه - جل وتعالى - نزول الملائكة بالبشارة، على هؤلاء
دليل على أنهم لمن خالف سبيلهم ملائكة عذاب، يبشرونهم بسخط
اللَّه، وما يسخن أعينهم من دخول الجحيم، والخلود في أنواع
عذابه، فيكره لقاء الله، ويكره الله لقاءه.
قوله - تعالى -: (ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34)
دليل على إشفاق الله - تبارك وتعالى - على