ممهِّد للمؤمن - مَنْ طيَّب نفسه - من احتمال المصائب.
إذا علم أنها مكفرة لسيئاته، وموجبة له عفو ربه. وفيه تنبيه للقدرية.
والمعتزلة - فيما احتججنا عليهم - من مرض الصغار، والمجانين.
الذين يصيبهم المؤلمة بلا اكتساب شيء، كان منهم، كما دل
اللَّه - جل جلاله، في هذه الآية - من خاطبه من العقلاء
المميزين، أن مصائبهم تصيبهم باكتساب أيديهم، فليس لفرقهم بينها
وبين مصيبة النار معنى، إذ كليهما تعد مصائب، لما فيها من الآلام
على الأجسام، ألا ترى أن النار لم تكن مصيبة على إبراهيم، صلى اللَّه
عليه وسلم، بل نعمة فما بالهم - ويحهم - يفرقون بين الألمين.
والمصيبتين بما لا فرق فيه. فإن كان تصور الجور عندهم في تعذيب
من أجرم بقضاء الله لأنه معذب من لا ذنب له - عندهم - فهذا
الطفل، والمجنون يعذب في الظاهر، ولا ذنب له. وإن كان تصور
الجور فيه - عندهم - من غير هذه الجهة فليدلوا عليه، لنجيبهم
عنه، ولا سبيل لهم إليه.
ذكر الآثام:
* * *
وقوله: (وَالَّذِينَ يَجْتَنِبُونَ كَبَائِرَ الْإِثْمِ وَالْفَوَاحِشَ وَإِذَا مَا غَضِبُوا هُمْ يَغْفِرُونَ (37)