خلوته بالمعاصي.
وأهل اليمن يسمون الستور المعاذير، واحدها معذار.
* * *
قوله: (لَا تُحَرِّكْ بِهِ لِسَانَكَ لِتَعْجَلَ بِهِ (16) .دليل إلى الإشارة إلى المعنى، وإن لم يجر لفظه في أول الكلام، لأن "الهاء" في (به) راجعة على القرآن، ولم يذكر قبلها، فاستغنى بما دل عليه آخر
الكلام، إذ يقول: (إِنَّ عَلَيْنَا جَمْعَهُ وَقُرْآنَهُ (17) .
وهو من المواضع التي يبين آخر اللفظ فيه عن أوله، وهو مع ذلك من أدل دليل على أن القرآن المسموع من لسان العباد كلام الله غير مخلوق، ولم يصر لفظًا ولا حكاية، وأنه القرآن المحض الذي تكلم الله به، وليس للعباد به
لفظ أصلاً، إنما حملوه حملاً، وأدوه أداء، كما يحمله الكاتب بكتابته
من غير أن يكون له فيه ممازجة لفظ، وهو بين لا ينبغي أن يدق على
فهم من أقر بأنه كلام الله غير مخلوق، فيشك في اللفظ والحكاية.
لأنه ليس للتالي، ولا للكاتب، ولا للحافظ، ولا للسامع صنع في
اللفظ، ولا في الحكاية، ومن شك فيهما وقدر أن له لفظًا فيه إذا
أدّاه، ويصير بأدائه حكاية فقد رجع عن قوله: إنه كلام الله غير