مضرة عن موحد أو ذي عهد. فإن لم يحب ستر أخيه وإخفاء عيوبه جهده
وطاقته ويكره أن يسير في الناس على لسان غيره فضلا عن أن يتفكه هو
بها، ويذيعها فيمن يعرج بهتك الأستار أجدر أن يعد في عِداد الفجار.
ولا يقبل قوله في الأخبار.
وأرى نساك زماننا قد أهملوا هذا من أنفسهم، وأغفلوه في
رعياتهم، وتسرعوا إلى تعليق العيوب على إخوانهم المؤمنين يوهمهم
الشيطان أنهم بذلك إلى الله متقربون، ولدينه ناصرون، وبحقه قائلون.
فقصارهم اتباع عورات المسلمين، وهتك أستار المستورين بعد
الجهلة المغتابين فيفسقون من يجهلون حاله بشهادة من يشهد بفسقه غيبته
المحرمة بنص القرآن، ويحققون الظنون على المستورين بإذاعة
الكذابين.
أليس يعلمون أن أهل الإفك ما أهلكهم إلا الظنون السيئة بأم المؤمنين، والخير من الصحابة الفاضلين صفوان بن المعطل - رضي الله عنه -